اتفاق لتبادل أسرى الحرب وتسليم جثامين الجنود
خطوات إنسانية.. نتائج جولة المفاوضات الثانية بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول

أعلنت روسيا وأوكرانيا، الإثنين، عن توصلهما إلى اتفاق جديد خلال جولة محادثات سلام في إسطنبول، يتضمن تنفيذ عمليات تبادل جديدة لأسرى الحرب وتسليم جثامين نحو 12 ألف جندي قُتلوا خلال النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
وتُعد هذه الجولة، التي لم تستغرق سوى ساعة واحدة، الثانية من نوعها منذ مارس 2022، وشارك فيها وفدان رسميان من البلدين، وسط جهود تركية لإعادة إحياء مسار التفاوض المتعثر.
خطوات إنسانية
ورغم التقدم في الملفات الإنسانية، لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، وهو المطلب الذي تكرر على لسان أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين والولايات المتحدة، إذ تصر موسكو على التوصل إلى "تسوية طويلة الأمد"، وليس مجرد هدنة مؤقتة، بينما تقول كييف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "غير جاد بشأن السلام".
وقدّم كبير المفاوضين الروس، فلاديمير ميدينسكي، مذكرة تتضمن شروط موسكو لوقف كامل لإطلاق النار، واقترح هدنة جزئية لمدة يومين أو ثلاثة في بعض المناطق، لتيسير عمليات انتشال الجثامين.
تبادل الجثامين وأسرى الحرب
وافقت الطرفان على تسليم جثامين 6,000 جندي لكل جانب، بالإضافة إلى تنفيذ عملية تبادل واسعة للأسرى، بعد عملية سابقة تمت منتصف مايو وشملت تبادل ألف أسير من كل جانب.
وأكد وزير الدفاع الأوكراني، رستم أوميروف، أن التبادل الجديد سيركز على الجرحى والشباب من الأسرى.
وأضاف أن روسيا سلّمت مشروع اتفاق سلام، وأن أوكرانيا ستقوم بدراسته في ضوء رؤيتها الخاصة التي تنص على إجراء مزيد من المحادثات قبل نهاية يونيو، مع التأكيد على ضرورة لقاء مباشر بين الرئيسين زيلينسكي وبوتين لحسم القضايا العالقة.
قضية الأطفال.. بين "الترحيل" و"الحماية"
طالبت كييف أيضاً خلال المحادثات بإعادة قائمة من الأطفال تقول إنهم "رُحّلوا قسراً" إلى روسيا.
وقال ميدينسكي إن القائمة تضم 339 طفلاً، لكنه وصف نقلهم بأنه "إنقاذ" وليس "اختطافاً"، في محاولة لنفي المزاعم الأوكرانية.
مواقف متضادة وتوقعات محدودة
جاءت هذه المحادثات بعد هجوم أوكراني كبير على أهداف روسية، شمل استخدام طائرات مسيّرة لضرب قواعد قاذفات نووية في سيبيريا، ما أثار موجة غضب داخل الأوساط العسكرية الروسية.
ورغم مشاركة الولايات المتحدة بوساطة غير مباشرة، فإن التوقعات بتحقيق اختراق كانت منخفضة، في ظل الخلاف الجوهري بين الطرفين؛ حيث تتمسك موسكو بشروط تشمل انسحاب أوكرانيا من المناطق التي تسيطر عليها روسيا ورفض انضمامها لحلف الناتو، في حين ترفض كييف أي تسوية تعترف بالسيادة الروسية على أراضيها، وتطالب بتعويضات كاملة وعدم فرض قيود على قدراتها العسكرية.
وتسيطر روسيا حالياً على نحو خمس الأراضي الأوكرانية، بما يعادل مساحة ولاية أوهايو الأمريكية، بعد دخول قواتها إلى أوكرانيا في 24 فبراير 2022، عقب سنوات من القتال بين انفصاليين مدعومين من روسيا والجيش الأوكراني في إقليم دونباس.
وتشير تقديرات أمريكية إلى أن أكثر من 1.2 مليون شخص قتلوا أو أصيبوا منذ بدء الغزو.
أردوغان يسعى لجمع بوتين وزيلينسكي وترامب في إسطنبول
وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللقاء بأنه "اجتماع إيجابي"، وأعرب عن أمله في استضافة قمة ثلاثية تجمع الرئيسين بوتين وزيلينسكي، إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تركيا، لدفع مسار السلام قدمًا.