رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

وسط تصعيد عسكري.. محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا تستأنف في إسطنبول 

محادثات السلام بين
محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول

تُعقد اليوم الإثنين في مدينة إسطنبول التركية جولة جديدة من مفاوضات السلام المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، في أول اجتماع من نوعه منذ عام 2022، وسط تصاعد ميداني حاد وتباعد واضح في المواقف السياسية والعسكرية بين الطرفين بشأن سبل إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وفدان رفيعا المستوى وخرائط طريق متباينة

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية وصول الوفد الرسمي إلى إسطنبول، برئاسة وزير الدفاع رستم أوميروف، ويضم أيضًا نائب وزير الخارجية وعددًا من مسؤولي الجيش والمخابرات، وفي المقابل، يترأس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، المقرّب من الكرملين.

ومن المقرر أن يعرض الوفد الأوكراني خارطة طريق تتضمن شروطًا رئيسية للسلام، منها:

  • رفض أي اعتراف دولي بالسيادة الروسية على الأراضي التي احتلتها موسكو.
  • عدم فرض قيود على القدرات العسكرية الأوكرانية بعد الاتفاق.
  • مطالبة بتعويضات مالية من روسيا عن الخسائر الناجمة عن الحرب.
  • اعتبار خطوط الجبهة الحالية نقطة انطلاق للمفاوضات حول ملف الأراضي.

خلافات عميقة تعرقل فرص التفاهم

رغم التقدم الشكلي المتمثل في عقد اللقاء، تؤكد المؤشرات أن الهوة بين الجانبين لا تزال واسعة.

فبينما تطالب كييف باستعادة سيادتها الكاملة، ترفض موسكو التنازل عن أراضٍ سيطرت عليها عسكريًا، وتصر على ضمانات تحد من النفوذ الغربي في أوكرانيا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد على أن وقف إطلاق النار لن يُبحث قبل صياغة مذكرة روسية تحدد رؤيتها لشروط التسوية. وأعلن المفاوض الروسي ميدينسكي أمس أن الكرملين تلقى بالفعل المذكرة الأوكرانية وسيرد عليها اليوم رسميًا.

الدور الأمريكي والأوروبي

وفي سياق متصل، دعت الولايات المتحدة عبر الرئيس دونالد ترامب إلى إحلال السلام، إلا أن البيت الأبيض حذر من انسحاب واشنطن من جهود الوساطة إذا استمر التعنت من الطرفين.

وأشار كيث كيلوغ، مبعوث ترامب، إلى أن ممثلين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا سيحضرون المحادثات، لكن دون وضوح على مستوى التمثيل الدبلوماسي أو التدخل المباشر في المفاوضات.

تصعيد عسكري متزامن مع بدء المحادثات

تنعقد المحادثات على وقع تصعيد غير مسبوق، حيث شنّت أوكرانيا هجومًا جويًا استهدف قواعد روسية بعيدة المدى في سيبيريا، في واحدة من أجرأ عملياتها منذ بداية الحرب، كما أعلنت أن روسيا أطلقت 472 طائرة مسيرة خلال ليلة واحدة، وهو رقم قياسي في وتيرة الهجمات.

الكرملين لم يصدر تعليقًا فوريًا على هذه الهجمات، إلا أن الإعلام الروسي نقل عن مسؤولين عسكريين وصفهم لها بـ"التصعيد الممنهج الذي يُعقّد فرص الحل السياسي".

المفاوضات بين الممكن والمستحيل

الجولة الأولى من المفاوضات في مايو الماضي كانت قد أفضت فقط إلى أكبر صفقة تبادل أسرى منذ بدء الحرب، دون إحراز أي تقدم ملموس نحو وقف إطلاق النار أو الاتفاق على بنود السلام.

أما الجولة الحالية، فيبدو أنها ستنحصر في تبادل الوثائق واستعراض المواقف، في ظل غياب أي ضمانات دولية لفرض تسوية ملزمة، ووسط أزمة ثقة متفاقمة بين الجانبين.

السلام مؤجل

على الرغم من رمزية اللقاء واستئناف الحوار المباشر، لا يبدو أن الجولة الثانية من محادثات إسطنبول ستسفر عن اختراق فوري. 

لكن مجرد انعقادها في ظل هذا التصعيد قد يفتح نافذة دبلوماسية صغيرة في جدار الحرب، بانتظار تغير في المعادلات الميدانية أو السياسية.

تم نسخ الرابط