فريد: الهجمات السيبرانية أصبحت ساحة المعركة الجديدة للقطاع المالي

أكد الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، أن الهجمات السيبرانية واختراق قواعد البيانات باتت تمثل "ساحة المعركة الجديدة" للقطاع المالي، مشددًا على أن الاستعداد لمواجهة تلك التهديدات أصبح ضرورة ملحّة لضمان الاستقرار المالي وتعزيز الثقة في الأسواق.
جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها اليوم، في افتتاح فعاليات النسخة الرابعة من مؤتمر ومعرض أمن المعلومات والأمن السيبراني Caisec25، والذي يُعد من أكبر الفعاليات المتخصصة في الأمن الإلكتروني بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، بمشاركة واسعة من وزراء وممثلي قطاعات الصحة، المالية، الاتصالات، التعليم، التموين، والتكنولوجيا.
وشدد فريد على أن الهيئة تولي أهمية قصوى لملف الأمن السيبراني، عبر تطوير السياسات والأنظمة اللازمة لحماية بيانات المتعاملين، وتهيئة بيئة عمل مستقرة وآمنة تعزز من دور القطاع المالي غير المصرفي في دعم الاقتصاد الوطني، لا سيما في ظل تسارع وتيرة التحول الرقمي.
وأشار إلى أن الهيئة تعمل على بناء منظومة متكاملة لحوكمة التكنولوجيا المالية بما يضمن التوازن بين التطور التكنولوجي ورفع مستوى الحماية، موضحًا أن القفزات في مجال الذكاء الاصطناعي تفرض تحديات كبيرة تتطلب تطوير القدرات المؤسسية والبشرية لمواكبتها بكفاءة.
وأوضح رئيس الرقابة المالية أن الهيئة أصدرت عدة قرارات تنفيذية تنظم بيئة التكنولوجيا المالية، أبرزها قرارات تتعلق بالبنية التكنولوجية، الهوية الرقمية، العقود الرقمية، وسجل التعهيد، مضيفًا أن 16 شركة حصلت حتى الآن على رخص التكنولوجيا المالية، فيما تلتزم نحو 110 جهة بمتطلبات الأمن السيبراني الصادرة عن الهيئة، من أصل أكثر من 3500 مؤسسة تخضع لإشرافها.
وأضاف أن هناك 4 شركات تعمل حاليًا في مجال تقديم خدمات التعهيد الإلكترونية، مؤكداً أن الهيئة تتطلع لزيادة هذا العدد خلال الفترة المقبلة، في إطار دعم التحول الرقمي للأنشطة المالية غير المصرفية وتعزيز استخدام أدوات الأمان الإلكتروني.
واختتم الدكتور محمد فريد كلمته بالتأكيد على أهمية العنصر البشري في سد الفجوة المعلوماتية ومواجهة التهديدات السيبرانية، داعيًا إلى التوسع في التدريب المستمر للكوادر الفنية لضمان كفاءة منظومة الأمن السيبراني وتحقيق أهداف الاستقرار المالي.