رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

من يقف وراء الاقتحامات الاستفزازية للمسجد الأقصى؟

وزير الأمن القومي
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير

أقدم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، صباح اليوم، على اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، في خطوة اعتبرها الفلسطينيون بمثابة "إشعال فتيل الانفجار"، وذلك في ظل حماية أمنية مشددة من قوات الاحتلال، التي بدت مستنفرة في كافة أرجاء المدينة القديمة في مشهد يعكس التصعيد الإسرائيلي الممنهج تجاه المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة.

الاقتحام الذي تم الترويج له باعتباره "رمزيًا" قبل انطلاق ما يُعرف بـ"مسيرة الأعلام"  احتفالًا بما يسميه الاحتلال "توحيد القدس" جاء ليؤكد أن الرسائل الإسرائيلية تتجه نحو فرض واقع جديد بقوة الأمر الواقع والسلاح، لا بالحوار أو القانون الدولي.

وزراء يحملون أجندة متطرفة

لم يكن بن غفير منفردًا في اقتحامه لباحات المسجد، بل رافقه وزراء من حكومته المنتمين لحزب "القوة اليهودية" المتطرف، من أبرزهم وزير النقب والجليل، بالإضافة إلى أعضاء كنيست معروفين بتصريحاتهم العنصرية والتحريضية، مثل إسحاق كرويزر وعميت هليفي، هذه المشاركة الوزارية تعني أن الاقتحام لم يكن مجرد "مبادرة فردية"، بل تعبير عن إرادة سياسية تمضي نحو تعميق الاحتلال وإهانة الرموز الدينية للمسلمين.

انتهاك صارخ للمواثيق الدولية

ووفقًا لمعطيات وزارة الأوقاف الإسلامية في القدس، فقد تجاوز عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى 1170 مستوطنًا خلال الساعات الأولى من اليوم، في أكبر موجة اقتحامات منذ مطلع العام الجاري، وهو ما وصفته الأوقاف بأنه "انتهاك صارخ وخطير لحرمة المسجد، ولكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تكفل حرية العبادة وتحظر المساس بدور العبادة المقدسة".

استفزازات ممنهجة وحصار متجدد على المقدسيين

تزامنت هذه الاقتحامات مع إجراءات عسكرية مشددة فرضتها قوات الاحتلال، شملت نصب الحواجز الحديدية حول باب العامود وأحياء البلدة القديمة، إضافة إلى تضييق الخناق على حركة المقدسيين في محيط المسجد الأقصى.

وأفادت مصادر إعلامية، بأن المستوطنين يقومون بجولات استفزازية داخل باحات المسجد، تحت حماية الشرطة، وهم يرفعون الأعلام الإسرائيلية ويتلقون شروحات دينية توراتية حول ما يُسمى بـ"الهيكل المزعوم"، في محاولة إسرائيلية متواصلة لتكريس رواية الاحتلال وتغيير الوضع التاريخي القائم للمكان.

يرى البعض أن توقيت هذه الاقتحامات وعرضها الإعلامي المتعمد، يتجاوز مجرد الاستفزازات المعتادة، ليكشف عن محاولة واضحة لتصدير الأزمات الداخلية الإسرائيلية نحو بوابة القدس، عبر إثارة المشاعر الدينية وتكريس سياسة الحشد اليميني حول "قضية الهيكل".

وبينما يرى البعض أنها تحركات استعراضية لكسب الرأي العام اليميني المتشدد، فإن الواقع الميداني يُظهر أنها جزء من خطة تدريجية لفرض السيادة الكاملة على الأقصى.

تم نسخ الرابط