القدس تشتعل مجددًا.. اقتحامات إسرائيلية واسعة للأقصى في ذروة المجازر على غزة

في تصعيد خطير يتزامن مع العدوان المستمر على قطاع غزة، اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين، صباح الإثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، بمناسبة الذكرى العبرية لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
أكثر من 770 مستوطناً يقتحمون الأقصى
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان، إن 771 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى خلال ساعتين فقط، عبر باب المغاربة الواقع في الجدار الغربي، والذي تسيطر عليه قوات الاحتلال منذ سنوات.
وجرت الاقتحامات على شكل مجموعات كبيرة، ترافقها قوات معززة من الشرطة والوحدات الخاصة الإسرائيلية.
مشاركة أعضاء كنيست في الاقتحامات
وكان من بين المقتحمين عضوي الكنيست عن حزب الليكود، أريئيل كلينر وعميت هاليفي، في دلالة على دعم سياسي رسمي لتكريس واقع الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى.
دعوات متطرفة ومسيرات استفزازية
وكانت جماعات يهودية متطرفة قد دعت مسبقاً إلى اقتحامات موسعة للأقصى في هذا اليوم، تزامناً مع دعوات لرفع الأعلام الإسرائيلية داخل المسجد.
كما أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلية انعقادها الاستثنائي في بلدة سلوان جنوب الأقصى، التي تشهد توسعاً استيطانياً مكثفاً، ما أثار غضباً واسعاً في الأوساط الفلسطينية.
وفي ساعات المساء، يخطط يمينيون إسرائيليون لتنظيم ما تُعرف بـ"مسيرة الأعلام"، التي تبدأ من القدس الغربية وتتوقف في باب العامود، أحد أبرز مداخل البلدة القديمة.
وتشهد هذه المسيرة عادة ما يُعرف بـ"رقصة الأعلام" وسط هتافات عنصرية مثل "الموت للعرب"، قبل أن تتجه إلى شارع الواد وصولاً إلى حائط البراق.
اقتحامات يومية برعاية الاحتلال
وتسمح السلطات الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى بشكل يومي منذ عام 2003، باستثناء يومي الجمعة والسبت، وتتم الاقتحامات في فترتين: صباحية وبعد صلاة الظهر.
ورغم المطالبات المستمرة من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس – التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية – بوقف هذه الاقتحامات، تواصل إسرائيل تجاهلها.
تهويد ممنهج للقدس والأقصى
ويقول الفلسطينيون إن هذه الاقتحامات تأتي في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة لتهويد القدس الشرقية، وتغيير طابعها العربي والإسلامي، وتكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
ويتمسكون بالقدس الشرقية عاصمةً للدولة الفلسطينية، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمها في 1980.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر حتى الآن عن أكثر من 176 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود ومئات الآلاف من النازحين.
ويخشى مراقبون أن يكون التصعيد في القدس والأقصى جزءاً من استراتيجية متكاملة تهدف لتفريغ الأرض وتغيير الهوية.