رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان
مدير التحرير
نصر نعيم

محادثات نووية في روما: الجولة الخامسة بين واشنطن وطهران تصطدم بـ عقدة التخصيب

 الآمال محدودة في
الآمال محدودة في المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن

تنطلق اليوم الجمعة في العاصمة الإيطالية روما، الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامج طهران النووي، بوساطة سلطنة عمان، في مسار تفاوضي لم يشهد حتى الآن أي اختراق حقيقي منذ انطلاقه في أبريل الماضي.

ورغم ما توصف به هذه المحادثات بأنها أرفع مستوى من التواصل بين البلدين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، إلا أن الأجواء لا توحي بإمكانية تحقيق تقدم ملموس، خاصة مع استمرار التعثر في النقطة الأبرز والأكثر حساسية: تخصيب اليورانيوم.

لا تنازل من الجانبين

يرى مراقبون أن التفاوض يبدو محكوماً بالفشل طالما ظلت مسألة التخصيب خطاً أحمر لدى الطرفين. 

صرح الموفد الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بأن الولايات المتحدة لا يمكنها القبول حتى بنسبة 1% من قدرة التخصيب، بينما شدد المرشد الإيراني علي خامنئي أن إيران لا تنتظر إذناً من أحد، في إشارة إلى تمسك طهران بحقها في تخصيب اليورانيوم.

أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فاعتبر أن أي محاولة أميركية لفرض قيود على التخصيب ستعني نهاية المفاوضات، مؤكدًا استعداد طهران لفتح منشآتها أمام المزيد من التفتيش الدولي، شرط احترام الحقوق السيادية.

بين الحق السيادي والفخر القومي

تعتبر إيران التخصيب مسألة فخر وطني، بحسب تعبير السيناتور الأمريكي ماركو روبيو، الذي حذّر من أن طهران تنظر إليه أيضًا كوسيلة ردع في وجه التهديدات.

حاليًا، تخصب إيران اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب من العتبة العسكرية (90%)، ما يثير قلق الدول الغربية التي تتهم إيران بالسعي لصنع قنبلة نووية، وهو ما تنفيه طهران بشدة، مؤكدة أن البرنامج مخصص لأغراض مدنية فقط.

إيران بين العقوبات والتهديدات

رغم أن الاتفاق النووي الأصلي (JCPOA) يقيّد نسبة التخصيب عند 3.67%، فإن إيران تنصلت تدريجياً من التزاماتها رداً على انسحاب واشنطن من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات عليها. 

وهو ما دفع الشركاء الأوروبيين (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) إلى التلويح مجددًا بإعادة فرض العقوبات الأممية إذا ما شعرت أوروبا بتهديد من البرنامج النووي الإيراني.

في المقابل، لوّحت طهران بأن أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية سيتحمل تبعاته القانونية والسياسية الولايات المتحدة، وفق رسالة رسمية وجهها عراقجي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

السياق الدولي والعقدة الإقليمية

تنعقد هذه الجولة من المحادثات في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، لا سيما بعد تقارير أفادت بأن إسرائيل قد تكون بصدد شن ضربات جوية استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

ويُنتظر أن تشكل نتائج هذه الجولة تمهيدًا لما سيتم بحثه في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في يونيو المقبل بفيينا، حيث يتوقع أن تكون الأنشطة النووية الإيرانية على رأس جدول الأعمال.

إلى أين تتجه الأمور؟

مع اقتراب موعد انتهاء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 من الناحية النظرية في أكتوبر القادم، وتحوله فعلياً إلى حبر على ورق، يزداد الغموض حول ما إذا كانت واشنطن وطهران مستعدتان لتقديم تنازلات متبادلة، أو أن الطريق بات مسدودًا تمامًا.

تم نسخ الرابط