هل يحاول الاحتلال الإسرائيلي تصفية رموز وقادة الحركة الأسيرة؟

كشفت مؤسسات الأسرى الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، عن استمرار منظومة السجون الإسرائيلية في إنتاج المزيد من الأدوات والأساليب المتوحشة؛ بهدف قتل وتصفية قيادات من الحركة الأسيرة، وذلك بشكل ممنهج تتشارك فيه أجهزة الاحتلال كافة عبر مخطط واضح.
وأوضحت المؤسسات الثلاث (هيئة شؤون الأسرى والمحررين - نادي الأسير - مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان) - في بيان مشترك، أن هناك محاولات لتصفية عدد من قيادات الحركة الأسيرة المعزولين في زنازين انفرادية عبر عمليات قمع متواصلة تستخدم فيها قوات القمع كافة الأسلحة؛ وذلك امتدادًا لسلسلة اعتداءات، وعمليات تعذيب وإرهاب مارستها بحقّهم وبشكل غير مسبوق منذ بدء الإبادة.
وأضافت: "لقد تعرض العديد من ذوي المؤبدات ومن هم من قيادات الحركة الأسيرة إلى اعتداءات ممنهجة ومتكررة أدت إلى إصابة العديد منهم بإصابات مختلفة ومتفاوتة وتسببت لهم في مشكلات صحيّة صعبة ومزمنة، بالإضافة إلى جريمة التّجويع التي أصابتهم بهزال شديد ونقصان حاد في الوزن".
وأشارت إلى أنه تم نقل مجموعة من قيادات الحركة الأسيرة من عزل سجن (ريمون) بنهاية مارس الماضي إلى زنازين سجن (مجدو) والتي رافقها اعتداءات وعمليات تنكيل ممنهجة طالت جميع من تم نقلهم.
وحذرت من أن التصعيد المستمر الذي تمارسه منظومة السجون المتوحشة بحق الأسرى في مختلف السّجون والمعسكرات بات يأخذ منحى أكثر خطورة مقارنة بالشهور الماضية، لافتة إلى أن عامل الزمن يشكل اليوم العامل الحاسم لمصير آلاف الأسرى والمعتقلين لدى الاحتلال الإسرائيلي، في مرحلة يواصل فيها جريمة الإبادة الجماعية، دون أدنى اعتبار للمجتمع الدولي الإنساني.
وشددت على أن قضية الأسرى والمعتقلين باتت تشكّل اليوم أبرز أوجه حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين، مشيرة إلى استشهاد 69 أسيرًا ومعتقلًا في السجون والمعسكرات منذ بدء الإبادة - وهم فقط من تم الإعلان عن هوياتهم - إلى جانب العشرات من الشهداء الذي يواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم وتحديدًا الشهداء المعتقلين من غزة.
وحمّلت مؤسسات الأسرى، الاحتلال كامل المسؤولية عن مصير آلاف الأسرى في السجون والمعسكرات ومنهم قادة ورموز الحركة الأسيرة، مجددة مطالبتها للمنظومة الحقوقية الدولية المضي قدمًا في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ الشعب الفلسطيني.
ودعت إلى ضرورة فرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية الدولية دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها في ضوء الإبادة والعدوان المستمر، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.
ووفقًا للبيان، يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي حاليًا أكثر من 10 آلاف و100 أسير من بينهم 37 أسيرة، وأكثر من 400 طفل، فيما يبلغ عدد المعتقلين الإداريين 3577 معتقلًا، أما من تصنفهم إدارة السّجون بالمقاتلين غير الشرعيين يبلغ عددهم 1846، وأشار البيان إلى أن هذه الأرقام لا تشمل أعداد الأسرى والمعتقلين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.