القمة العربية الـ34.. 6 ملفات على طاولة الزعماء العرب في بغداد

تستضيف العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، أعمال القمة العربية في دورتها الرابعة والثلاثين، بمشاركة قادة وزعماء ورؤساء حكومات من الدول العربية، إلى جانب ممثلين رفيعي المستوى من المنظمات الدولية والأممية، وكبار المسؤولين في جامعة الدول العربية.

وتأتي القمة وسط تحديات سياسية واقتصادية كبيرة تشهدها المنطقة، حيث يتصدر جدول أعمالها قضايا الأمن القومي العربي، والتطورات السياسية الإقليمية، وملفات التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي في مواجهة الأزمات الدولية المتفاقمة.

السيسي يعرض رؤية مصر لاستقرار المنطقة

توجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم إلى بغداد للمشاركة في القمة، حيث من المقرر أن يستعرض رؤية مصر الشاملة حول التحديات التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية، إضافة إلى سبل استعادة الاستقرار الإقليمي وتعزيز العمل العربي المشترك.

أجواء إيجابية وتوافق وزاري واسع

وفي هذا السياق، صرّح وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، بأن الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة، الذي عُقد في بغداد، شهد أجواءً إيجابية وتوافقًا ملحوظًا بين وزراء الخارجية العرب، حيث تم بحث وصياغة عدد من مشروعات القرارات الهامة لعرضها على القادة العرب.

وأشار عبدالعاطي إلى أن الاجتماع شهد انتقال رئاسة القمة من مملكة البحرين إلى جمهورية العراق، مؤكدًا أن القضايا المطروحة نالت اهتمامًا مشتركًا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث تم التوافق على مشروع قرار يؤكد دعم خطة إعادة إعمار غزة، وفق ما أقرته القمة العربية الطارئة في القاهرة في مارس الماضي.

مشروعات قرارات بشأن السودان واليمن وسوريا وسد النهضة

أضاف عبدالعاطي أن الوزراء العرب توافقوا على مشروع قرار للتضامن مع السودان، ودعم الشرعية في اليمن، كما تم اعتماد مشروع قرار خاص بـسد النهضة الإثيوبي، يعكس الدعم العربي الكامل لحقوق مصر التاريخية في مياه النيل.

وفيما يخص الملف السوري، أكد الوزير أنه تم التوافق على قرار يدعو إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تضم كافة الأطراف السورية، كمقدمة لحل مستدام للأزمة.

وقف إطلاق النار في اليمن وتأثيره على الملاحة

أشار عبد العاطي إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بين الأطراف اليمنية برعاية أمريكية لوقف إطلاق النار، سيكون له تأثير إيجابي مباشر على أمن الملاحة في البحر الأحمر، لافتًا إلى أن الشركات العالمية أبدت ارتياحًا كبيرًا تجاه هذا التطور.

كما نوه بأن تفهم أمريكي واسع للوضع الكارثي في قطاع غزة، مشددًا على أن مصر تعتبر وقف القتل الممنهج في القطاع أولوية وطنية، وتُعوّل على المجتمع الدولي لتكثيف الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية عادلة.

ليبيا: القلق مستمر من التصعيد وغياب الدولة

وفيما يخص الأزمة الليبية، عبّر وزير الخارجية عن قلق مصر العميق إزاء التصعيد العسكري في طرابلس وعدد من المناطق الليبية، محذرًا من أن استمرار انتشار الميليشيات والمقاتلين الأجانب يمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرار ليبيا والمنطقة.

وشدد عبد العاطي على أن تحقيق الاستقرار الدائم في ليبيا لن يكون ممكنًا دون توحيد المؤسسات، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، مشيرًا إلى أن احتكار الدولة لاستخدام السلاح هو أساس بناء مؤسسات وطنية مستقرة.

رؤية عربية موحدة

وأكد أن القمة تمثل فرصة لإعادة بناء موقف عربي موحد تجاه الأزمات الكبرى التي تواجه المنطقة، داعيًا إلى تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي لتحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة.