استثمارات بالملايين في قناة السويس.. فرص عمل ومصانع جديدة ترسم خريطة الاقتصاد المصري (فيديو)

تُسابق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس الزمن نحو تحقيق نقلة نوعية في التنمية الاقتصادية والصناعية، فمنذ فبراير الماضي وحتى الآن، تم افتتاح 15 مشروعًا جديدًا، وفق ما أعلنه وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية.
المشروعات، التي تتوزع بين مصانع وشركات كبرى، لا تقتصر على البنية التحتية فحسب، بل تمثل خطوات ملموسة على الأرض نحو تشغيل الشباب، وتحقيق التنمية الصناعية المستدامة، خاصةً أن المنطقة تتمتع بموقع استراتيجي عالمي فريد.
لكن يبقى السؤال: ما طبيعة هذه المشروعات؟ هل تركز على الصناعات الثقيلة أم تمتد إلى الابتكار والتكنولوجيا؟ وما مدى انعكاس هذا الزخم الاستثماري على حياة الشباب وسوق العمل؟ والأهم.. هل باتت مصر وجهة واعدة بالفعل للمستثمرين العالميين؟
15 مشروعًا جديدًا.. ومليار و800 مليون جنيه استثمارات
في تصريحات خلال مؤتمر رسمي حضره رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، كشف وليد جمال الدين أن حجم الاستثمارات الجديدة التي ضُخّت في المنطقة الاقتصادية بلغ 1.8 مليار جنيه، في إشارة واضحة إلى ثقة المستثمرين بالفرص المتاحة في مصر.
وأكد مدبولي أن ما يتم إنجازه اليوم هو نتيجة تخطيط طويل المدى وجهد استراتيجي بدأت الدولة فيه منذ سنوات، مشددًا على أن ما نشهده حاليًا من "افتتاحات متتالية" هو ثمرة تعب حقيقي ورؤية واضحة.
شراكة مع أبوظبي وميناء لوجيستي عالمي في بورسعيد
من أبرز المحطات التي استعرضها رئيس الهيئة الاقتصادية كان ميناء غرب بورسعيد، الذي وصفه بأنه "مركز لوجيستي متكامل" على ساحل البحر المتوسط، مشيرًا إلى أنه ليس مجرد ميناء، بل منصة صناعية وتصديرية تهدف لتعزيز سلاسل الإمداد، وهو ما يمثل عنصر جذب رئيسي للمستثمرين الدوليين.
وأشار جمال الدين إلى توقيع عقد جديد مع مجموعة موانئ أبوظبي، ليصل عدد المطورين الصناعيين العاملين في المنطقة إلى 15 مطورًا، ما يعكس تنوع المستثمرين الدوليين وتزايد الثقة في البيئة الاستثمارية المصرية.
مصنع "نيرك".. أول عربة قطار مصرية في يوليو
وفي إنجاز جديد ضمن جهود توطين الصناعات الثقيلة، أعلن رئيس الوزراء عن قرب انطلاق الإنتاج من مصنع "نيرك" بمدينة شرق بورسعيد، حيث من المنتظر أن يتم إنتاج أول عربة قطارات مصرية في يوليو المقبل.
خطوة ضخمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع النقل، وفتح الباب أمام التصدير للأسواق الإقليمية والدولية.
اقتصاد يتحرك.. وظائف أكثر وعملة صعبة
المشروعات الجديدة تعني فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وفتح آفاق جديدة أمام الشباب في قطاعات التصنيع، والخدمات اللوجستية، والتكنولوجيا. كما تساهم هذه الاستثمارات في زيادة الصادرات وضخ عملة صعبة في السوق المصري، ما يعزز من قوة الجنيه ويساهم في استقرار الاقتصاد الكلي
المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لم تعد مجرد مشروع على الورق، بل أصبحت منصة تنموية متكاملة تُحدث تحولًا اقتصاديًا حقيقيًا، وتحظى بدعم واسع من الدولة.
مصر اليوم أمام فرصة تاريخية لتثبيت مكانتها كمركز إقليمي للصناعة والخدمات اللوجستية، فهل تكون هذه البداية فقط؟ أم أن القادم يحمل قفزات اقتصادية أكبر في الطريق؟