رئيس مجلس الادارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان
مدير التحرير
نصر نعيم

بعد حل نفسه.. هل يطوي حزب العمال الكردستاني 4 عقود من الصراع الكردي التركي؟

حزب العمال الكردستاني
حزب العمال الكردستاني

يمثل إعلان حزب العمال الكردستاني عن حلّ نفسه ونزع سلاحه تطورًا مفصليًا في تاريخ الصراع الكردي التركي، الذي شكّل لعقود أحد أعقد ملفات الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. 

فبعد أكثر من أربعين عامًا من المواجهة المسلحة التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى وشردت الآلاف، تبرز هذه الخطوة كمؤشر على تغير عميق في الحسابات السياسية والإقليمية، سواء من جانب الحزب أو الدولة التركية.

ويأتي هذا التحول في توقيت بالغ الحساسية، في ظل تحولات داخلية في تركيا، وضغوط خارجية متزايدة تتعلق بملف حقوق الإنسان والحريات، فضلًا عن التحديات الأمنية في المناطق الحدودية. 

انفتاح على الحلول السياسية

كما يعكس الإعلان، من جهة أخرى، تغيرًا في فكر الحزب نفسه، الذي يبدو أنه بات أكثر انفتاحًا على الحلول السياسية، بعدما ظل لفترة طويلة متمسكًا بالكفاح المسلح كوسيلة لتحقيق المطالب الكردية.

وأعلن حزب العمال الكردستاني، اليوم الاثنين، عن حلّ نفسه رسميًا وإنهاء الكفاح المسلح، في خطوة وُصفت بأنها تاريخية تأتي في إطار مبادرة سلام جديدة مع الحكومة التركية، بعد صراع مسلح دام أكثر من أربعة عقود.

ويشمل القرار تفكيك الهيكل التنظيمي، وإنهاء جميع الأنشطة المرتبطة بالحزب، بما في ذلك العمل المسلح، وذلك عقب مؤتمر استثنائي عقده الحزب في شمال العراق خلال الأيام الماضية.

حزب العدالة والتنمية يعلق

وفي أول رد فعل رسمي، وصف حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الإعلان بأنه نقطة تحوّل، مشيرًا إلى أن التنفيذ الكامل والفعلي لقرار الحل سيكون محل متابعة دقيقة من قبل الدولة.

وكان زعيم الحزب، عبد الله أوجلان، المعتقل في تركيا منذ عام 1999، قد دعا في فبراير الماضي إلى عقد مؤتمر يُقر بشكل نهائي بإنهاء الكفاح المسلح، تمهيدًا لإطلاق مفاوضات سلام أكثر شمولاً.

وفي مطلع مارس، أعلن الحزب من جانب واحد وقف إطلاق النار، مشترطًا البدء بإطار قانوني واضح يضمن جدية المسار التفاوضي.

ترقب لتطبيق القرار

يُذكر أن حزب العمال الكردستاني، الذي تأسس عام 1978 على يد عبد الله أوجلان، اتخذ من الكفاح المسلح وسيلة لتحقيق طموحات الأكراد في الحكم الذاتي، خاصة في جنوب شرق تركيا، مستندًا إلى أيديولوجيا ماركسية لينينية. 

وقد تسبب الصراع بين الحزب والدولة التركية في مقتل عشرات الآلاف منذ اندلاعه في ثمانينيات القرن الماضي.

وتأتي هذه التطورات في وقت تأمل فيه الحكومة التركية إنهاء أحد أطول النزاعات المسلحة في تاريخ الجمهورية، وسط ترقب إقليمي ودولي لمدى جدية تطبيق الحزب قراراته على الأرض.

تم نسخ الرابط