فصل سنة الامتياز عن الدراسة الأكاديمية لطلاب الصيدلة.. قانون جديد أمام "النواب"

يستعد مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، غدا الإثنين، لمناقشة مشروع قانون مهم يتعلق بتعديل بعض أحكام قانون مزاولة مهنة الصيدلة.
بحسب تقرير اللجنة المشتركة، مشروع القانون يستهدف فصل الدراسة الأكاديمية التي يحصل بموجبها الطالب على درجة البكالوريوس في الصيدلة عن سنة التدريب الإجباري (الامتياز)، بما يحقق مبدأ المساواة بين خريجي كليات الصيدلة ونظرائهم من خريجي الكليات الصحية الأخرى، مثل الطب وطب الأسنان والعلاج الطبيعي والتمريض، الذين يخضعون جميعًا لسنة تدريب إلزامية بعد التخرج تُعد شرطًا لمزاولة المهنة.
وينص مشروع القانون على فرض سنة تدريب إجباري (امتياز) بشكل مستقل على خريجي برنامج الصيدلة الإكلينيكية المعروف باسم «فارم دي PharmD»، بحيث يتم التدريب بعد الانتهاء من الدراسة الأكاديمية للحصول على درجة البكالوريوس، وليس ضمن سنوات الدراسة كما كان متبعًا في السابق.
وفي تقريرها حول مشروع القانون، أوضحت لجنة الصحة بمجلس النواب أن فلسفة التعديل تنطلق من ضرورة تحقيق العدالة الدستورية وتوحيد مسار التأهيل المهني لخريجي القطاع الصحي، خاصة وأن النظام المعمول به حاليا في كليات الصيدلة جعل التدريب الإجباري جزءا من السنوات الدراسية، لا مرحلة مستقلة ما بعد التخرج، وهو ما أدى إلى وجود تفاوت واضح في مستوى التدريب العملي بين خريجي الصيدلة وسائر المهن الصحية الأخرى.
وأكد التقرير أن هذا التفاوت فرض ضرورة التدخل التشريعي لإعادة تنظيم المنظومة التدريبية لطلاب الصيدلة بما يواكب المعايير الإقليمية والدولية، ويلبي احتياجات سوق العمل المتطور الذي بات يتطلب صيدليًا يمتلك المهارات العملية الميدانية اللازمة للتعامل مع المرضى والمنظومة الصحية بفاعلية.
ويُذكر أن نظام التعليم الصيدلي الجديد، الذي بدأ تطبيقه منذ العام الجامعي 2019/2020، يتضمن ست سنوات دراسية، تشمل خمس سنوات دراسة أكاديمية وسنة تدريب ميداني، لكن التعديل المقترح يجعل هذه السنة منفصلة تمامًا وتُجرى بعد التخرج، وتُعتبر شرطًا أساسيًا للحصول على ترخيص مزاولة المهنة.
ويؤكد مشروع القانون أن مهنة الصيدلة تعتبر من المهن الحيوية ذات البعد الإنساني والعلمي، وتشكل ركيزة أساسية في المنظومة الصحية، حيث يتحمل الصيدلي مسؤولية تقديم الرعاية الدوائية وضمان سلامة المرضى، مما يستلزم إعدادًا أكاديميًا وعمليًا متكاملًا يُمكنه من أداء دوره بكفاءة واحترافية.