عمرو عامر يكتب.. نباح عمرو أديب

ربما غرتك طلتك على فضائية عربية غزيرة الدفع، ربما كنت موهوبا وإعلاميا مقتدرا.. كمذيع تجيد الصياح وكثيره نباح.. ولعل جواز سفرك الآخر منحك قدرة وهمية على القفز فوق المصلحة المصرية العليا.. فالتوقيت خبيث.. والغرض مجهول والنفخ في النار بتوقيت أزمات مصيرية تهدد سلامة مصر وأمنها يرسم عشرات من علامات الاستفهام حول الشجاعة المفاجئة والمثيرة للاستغراب التي انتابت الإعلامي عمرو أديب..
في توقيت حافة الهاوية بالنسبة للمنطقة وبالتزامن مع حملات أخرى للنيل من الدولة المصرية راح عمرو أديب يفرد عضلاته مستعرضا مواهبه في الصياح وامتطاء حصان الشجاعة ويهاجم الدولة المصرية وكأنها على وشك الخراب وراح ينال من رموز وطنية كانت سببا مباشرا في نهضة مصر الاقتصادية ولا يختلف عنها إثنين في وطنيتها واستغل حوادث تقع في كل دول العالم ليوجه سهام النقد التي تخطت إلى حدود التشكيك في الدولة المصرية وضرب اسفين بين النظام والشعب بلغة تسخين يمهرها عمرو أديب جيدا خاصة إذا كانت بالضوء الأخضر العابر للبحر الأحمر..
في الوقت الذي يمارس فيه عمرو أديب أقصى درجات الحرية الإعلامية معلنا النفير العام ضد الحكومة المصرية لم يرينا شجاعته في مهاجمة الآخرين في وطنه الثاني أم أن الأصفار في قيمة عقده تعتقل لسانه وتحبس أنفاسه وتخرس إعداده.. مع الاعتراف بمدى الألم من حوادث الطرق وخاصة الحادثتين الأخيرتين على الطريق الإقليمي إلا أن تناول أديب كان لأهداف أخرى فهو لم يهرع لحوادث أكثر ضحايا من قبل ولم يهمه الأبرياء في شيئ حينما كان يتلمس طريقه الى الثروة ولم ينتفض من أجل الفقراء ليضمن الملايين في عقده بالقنوات المختلفة قبل أن يصل القمة بقناة الأخضر .
الحكومة لم تدفن رأسها في الرمال واعترفت باخطاءها وتدخل رئيس الدولة لاحتواء الحادث وضمان عدم تكراره لكن ذلك ليس كافيا في قاموس عمرو أديب ووجدها فرصة لذبح الحكومة ومعها ذبح ثقة المواطنين في النظام.
فرق شاسع في المسافات بين النقد والتسخين وبين حرية الرأي وتأليب الرأي العام وبين الإعلام الحر والموجه، وثمة فرق رفيع بين القناعات والإملاءات والأكيد أن هناك فرقا بين مصر وكل دول العالم يعرفه كل مصري غيور على بلده ويعرف قدرها في الأزمات ويجهض محاولات إسقاطها عند الخطر لديه مصر فوق كل الدنيا فهي مهد الحضارات وهي معلم الإنسانية وهي خزائن يوسف في الأرض وهي سر موسي وعصاه وهي ملاذ عيسى والعذراء وهي تعدل الخلافة في ذروة مجدها وهي قاهرة الغزاة والمغامرين..
أتدري ياسيد عمرو أن شعب مصر يمتاز بخصال حميدة كثيرة أهمها أنه شعب قادر على فرز معادن الرجال ويفرق جيدا بين الرجال الحقيقيين وبين من يأكلون على موائد الجميع ويعرف وجوه المحتالين كما يخبر الصادقين ويشم رائحة الدجالين والمقامرين طال عمرهم.
مصر دولة لاتهزها حملات ولا يورقها نباح فالقافلة تسير بقوة نحو التنمية والتقدم والذي يبدو أنها أشياء تقلق الإعلامي الشهير ولايردها أن تتم عبر هدم رموزها والنيل من مكتسباتها لكن مصر فوق الجميع.. فقليل من حمرة الخجل يا سيد عمرو بيض الله وجهك.