الحبال: مشاركة السيسي في عيد النصر الروسي تؤسس لتحالف متوازن مع موسكو
أكد المهندس تامر الحبال، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالات عيد النصر الروسي تشكل لحظة فارقة في تاريخ العلاقات المصرية الروسية، وتبعث برسائل سياسية واقتصادية تتجاوز الأطر البروتوكولية، مشددًا على أن هذه الخطوة تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون القائم على الندية والاحترام المتبادل.
وأوضح الحبال، في تصريحات صحفية اليوم، أن تواجد الرئيس السيسي إلى جانب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في واحدة من أبرز المناسبات الوطنية الروسية لم يكن مجرد حضور رمزي، بل يحمل دلالات استراتيجية تعكس ثقل مصر على خارطة التحالفات الدولية، وتؤكد استقلالية قرارها السياسي في ظل التحولات المتسارعة في موازين القوى العالمية.
وأشار إلى أن مشاركة مصر في هذه المناسبة تُعد بمثابة اعتراف روسي واضح بثقل الدولة المصرية، التي ما زالت تمثل ركيزة أساسية في المعادلة الدولية، مؤكدًا أن التنسيق بين القاهرة وموسكو في ملفات الأمن والطاقة والتكنولوجيا أصبح نموذجًا ناضجًا لشراكة جنوب–جنوب، بعيدًا عن الاستقطاب التقليدي بين الشرق والغرب.
ونوّه الحبال إلى أن زيارة الرئيس السيسي تعزز من فرص جذب الاستثمارات الروسية إلى مصر، ولا سيما في ظل تطور مشروع محطة الضبعة النووية، الذي يمثل حجر الزاوية في التعاون بين البلدين، إلى جانب مشاريع واعدة في مجالات النقل الثقيل، والصناعات التحويلية، والزراعة، وتبادل التكنولوجيا المتقدمة.
وأضاف أن العلاقات بين مصر وروسيا ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها إلى عقود مضت، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي يعيد اليوم صياغة هذه العلاقات برؤية عصرية توازن بين الانفتاح على الشرق والتواصل مع الغرب، بما يخدم المصالح الوطنية ويعزز الأمن القومي المصري.
واختتم الحبال تصريحاته بالتأكيد على أن احتفالات عيد النصر هذا العام تحولت إلى منصة سياسية دولية، أظهرت الحضور الفاعل لمصر، ليس فقط عبر الوفد الرسمي، بل من خلال دبلوماسية ذكية تعيد تموضع القاهرة في دوائر التأثير الإقليمي والدولي، متوقعًا أن تشهد العلاقات المصرية الروسية خلال الفترة المقبلة دفعة نوعية في عدد من الملفات الحيوية.
