الأزهر: غزة تُباد أمام أنظار العالم.. والضمير الإنساني غائب

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، وفد الكلية الملكية لدراسات الدفاع بالمملكة المتحدة، برئاسة السيد فيليب بارهام، أقدم مدير توجيه بالكلية، وذلك بمقر مشيخة الأزهر بالقاهرة.
ورحب فضيلة الإمام الأكبر بالوفد الزائر، مؤكدًا أن الأزهر الشريف، منذ تأسيسه قبل أكثر من ألف عام، يحمل على عاتقه مسؤولية تعليم صحيح الدين الإسلامي لطلابه من مختلف دول العالم، من خلال مناهج معتدلة تسعى لغرس قيم السلام والتفاهم والإخاء في نفوسهم، مشددًا على أن تلك الرسالة هي جوهر ما يقوم به الأزهر في مواجهة تيارات العنف والتطرف.
وأوضح شيخ الأزهر أن المؤسسة الدينية الأكبر في العالم الإسلامي تعتمد سياسة الانفتاح والحوار، مشيرًا إلى التعاون المثمر مع الكنيسة المصرية من خلال "بيت العائلة المصرية" الذي أسهم في وأد التوترات الطائفية قبل اندلاعها، كما نتج عنه استبدال مصطلح "الأقليات" بمصطلح "المواطنة" كمبدأ أساسي في التعايش الوطني.
وأضاف أن الأزهر توسع في حواره ليشمل الكنائس الغربية، من بينها الفاتيكان وكنيسة كانتربري، وكان من أبرز ثمار هذه العلاقات "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقّعها مع البابا فرنسيس في 2019، والتي تقدم حلولًا شاملة لأزمات العالم المعاصر إذا ما طُبّقت مبادئها بصدق.
وتطرّق فضيلته إلى الدور العالمي للأزهر، لافتًا إلى أن ما يقرب من 60 ألف طالب من 110 دول يدرسون في الأزهر، يعودون إلى أوطانهم حاملين الفكر الوسطي المعتدل، ومحصنين ضد التيارات المتشددة.
وانتقد شيخ الأزهر الجماعات التي تمارس العنف باسم الدين، معتبرًا أنهم "كالبندقية للإيجار" يُستخدمون وفق المصالح.
وفي سياق متصل، أعرب الإمام الأكبر عن أسفه الشديد لما يشهده العالم من فوضى ودمار، مشيرًا إلى أن ما يحدث في غزة منذ أكثر من عام ونصف هو سلسلة من الجرائم الوحشية التي لا يمكن تصور وقوعها حتى في العصور الوسطى، لكنها تُرتكب الآن على مرأى ومسمع من العالم، وفي عصر التكنولوجيا وحقوق الإنسان، مما يكشف زيف هذه الشعارات.
من جانبهم، عبّر أعضاء الوفد البريطاني عن سعادتهم بزيارة الأزهر الشريف، وأثنوا على جهود فضيلة الإمام الأكبر في تعزيز الحوار بين الشرق والغرب، ودعم السلام والتعايش بين مختلف الشعوب والثقافات.