رئيس مجلس الادارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان
مدير التحرير
نصر نعيم

بعد حريق مستودعات النفط.. ماذا يحدث في السودان خلال الساعات الماضية؟

السودان
السودان

السودان من جديد على حافة النار، ليست مجرد اشتباكات، ولا جولات كرّ وفرّ تقليدية بين جيش ودعم سريع، بل تصعيد نوعي خطير ينتقل إلى عصب البلاد الحيوي من  مدينة بورتسودان، إلى الميناء الرئيسي، مرورا بالمقر المؤقت للحكومة، ومحور المساعدات الإنسانية الدولية، ضربات بمسيرات  فجّرت مستودعات النفط، واشتعلت  طال مطارًا مدنيًا، وأبراجًا سياسية في السماء.

ويجيب موقع « تفصيلة» في التقرير التالي عن أهم التساؤلات بشأن ماذا يحدث في السودان خلال الساعات الماضية، وجاءت كالتالي:  

الانفجار الكبير.. نيران فوق الميناء وصمت في المدينة

دوى صوت انفجار ضخم في محيط مستودعات الوقود جنوب مدينة بورتسودان،  تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف، وأمكن سماع أصوات مضادات أرضية من شمال المدينة، سحابة سوداء زادت من وطأة القلق في نفوس من اعتقدوا أن بورتسودان قد تبقى بعيدة عن نار الحرب المستعرة في البلاد منذ عام.

بحسب الجيش السوداني، فإن الانفجار ناتج عن طائرة مسيّرة أطلقتها قوات الدعم السريع، وهي المرة الأولى التي يُسجل فيها استهداف مباشر للمدينة بهذه الوسائل منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.

2. الهدف: قلب الإمداد النفطي في شرق السودان

ليست بورتسودان مجرد مدينة ساحلية، إنها رئة السودان الاقتصادية، بوابته إلى البحر، والمخزن الرئيسي لوقود مناطقه الشرقية والشمالية، حيث أن  المستودعات التي أصابتها النيران تقع على بعد 20 كيلومترًا فقط من مركز المدينة، وتعد من أهم البنى التحتية التي يسيطر عليها الجيش، وتُستخدم في تشغيل المطارات وتزويد الشاحنات والآليات العسكرية، كما أن الهجوم على هذه المستودعات اعتبره البعض من الخبراء والمحللين  أنه ليس مجرد حادث عارض، بل رسالة سياسية وعسكرية مشفّرة بعنوان: "لا ملاذ آمن بعد اليوم".

3. مطار بورتسودان.. من ممر نجاة إلى مسرح ذعر

تزامنًا مع الهجمات على المستودعات، تعرّض مطار بورتسودان الدولي لضربات مشابهة،  انفجارات تسببت بإلغاء جميع الرحلات المجدولة، وسادت حالة من الهلع بين الركاب داخل الصالات، الطائرات على المدارج توقفت، وأبواب السماء أُغلقت مؤقتًا أمام المدنيين وموظفي الإغاثة الدولية.

كما أن مسؤول في المطار وصف ما جرى بأنه "أخطر تهديد أمني منذ انتقال الحكومة إلى بورتسودان"، مشيرًا إلى أن الحركة الجوية ستظل معلّقة لحين تقييم الموقف.

4. لماذا بورتسودان؟ ولماذا الآن؟

السؤال المحوري في الساعات الماضية لم يكن عن حجم الأضرار فقط، بل عن التوقيت والدلالة، فالهجوم يأتي بعد شهور من انكفاء قوات الدعم السريع عن الخرطوم ومحيطها، ولجوئها إلى تكتيك "اللدغة عن بُعد"، باستخدام الطائرات المسيّرة.

المراقبون يرون في استهداف بورتسودان نقلة نوعية في مسار الحرب؛ فالمدينة لم تكن جزءًا من مسرح المعارك طوال عام كامل، وكانت تُصنّف "ملاذًا آمنًا"، ومركزًا للبعثات الأممية والمنظمات الإنسانية، اليوم، هذا التصنيف يسقط تحت ركام الصواريخ.

5- ردود الفعل.. تحذيرات أممية واستنكار مصري

في الأمم المتحدة، لم تمرّ التطورات مرور الكرام، حيث أن  المتحدث باسم المنظمة فرحان حق وصف الهجوم بأنه "تطور خطير يهدد حماية المدنيين"، مؤكدًا تعليق الرحلات الأممية من المدينة وإليها بشكل مؤقت.

كما لقى الاعتداء إدانات عديدة من الكثيرين، حيث أن مصر بدورها أدانت "بأشد العبارات" ما وصفته بـ"الاستهداف المكثف للمنشآت المدنية"، محذرة من تداعيات هذا التصعيد على جهود وقف إطلاق النار وتيسير دخول المساعدات الإنسانية.

6 – دور الدعم السريع

ورغم الاتهامات المباشرة، لم تُصدر قوات الدعم السريع أي تعليق رسمي حتى اللحظة بشأن مسؤوليتها عن هذه الضربات، لكن مصادر مقربة أكدت أن المرحلة القادمة ستشهد استهدافًا للبنية التحتية التي تُغذي آلة الحرب، بحسب ما نُقل عن مصدر غير رسمي لبعض الوكالات العالمية.

7- المدنيون.. في مرمى المعركة من جديد

الآلاف ممن فروا من الخرطوم ظنًا أن بورتسودان أكثر أمنًا، يعيشون الآن على أعصابهم، حيث  تكدّس في الطرقات، نقص في الوقود، شلل في خطوط الإمداد، وهلعٌ من أن تتحول المدينة إلى ساحة حرب جديدة 

8- هل يتغير مسار الحرب؟ سيناريوهات مرعبة تلوح في الأفق

يرى محللون أن ما يجري في بورتسودان قد يكون بداية فصل جديد في الحرب السودانية، فصلٌ أقل التزامًا بالخطوط الحمراء، وأكثر اندفاعًا نحو استهداف الرموز والمقرات، فإذا ما فُقدت المدينة كمقر حكومي مؤقت، فقد تزداد التشرذمات، وتنهار ما تبقى من مظلة الدولة.

تم نسخ الرابط