رئيس مجلس الادارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان
مدير التحرير
نصر نعيم

مطار بن غوريون تحت التهديد.. الحوثيون يعلنون فرض حصار جوي على إسرائيل

الحوثيون
الحوثيون

في ظل عالم يتزايد به الصراعات والتحولات السريعة، أصبحت التهديدات الأمنية لا تقتصر على الحدود الجغرافية التقليدية، بل باتت تتجاوزها لتطال أعماق الدول ومرافقها الحيوية، ومع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، تتداخل الخيوط السياسية والعسكرية في مشهد إقليمي بالغ التعقيد، حيث لم يعد أي طرف بمنأى عن التداعيات أو المفاجآت.

وتظهر أحداث متلاحقة تكشف عن تغيّر قواعد الاشتباك وتنامي قدرات أطراف غير تقليدية، مما يعيد تشكيل موازين الردع في المنطقة، وتحت هذا المناخ المتأزم، تتزايد المخاوف من أن تتحول الضربات المحدودة إلى مواجهات أوسع نطاقًا، ما يضع المنطقة بأسرها أمام تحديات جديدة قد تعيد رسم خرائط النفوذ والتحالفات.

فرض حصار جوي شامل

في تطور لافت ومثير للقلق، أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن عن بدء "فرض حصار جوي شامل" على إسرائيل، من خلال استهداف مطاراتها وفي مقدمتها مطار بن غوريون، وذلك في خطوة تصعيدية اعتبرتها رداً مباشراً على ما وصفته بـ"توسيع العدوان الإسرائيلي على غزة"، كما أن هذه الخطوة الجديدة فتحت فصلاً خطيراً في المواجهة غير المباشرة بين إسرائيل والحوثيين، بينما دخلت الولايات المتحدة على خط التصعيد بغارات جوية استهدفت عدة مواقع حوثية داخل اليمن.

وأفادت وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين بأن العاصمة صنعاء تعرضت لنحو 10 غارات نُسبت للطيران الأمريكي، استهدفت مناطق عدة من بينها "شارع الأربعين" و"شارع المطار"، إلى جانب مديريات رغوان بمأرب، وخب والشعف في الجوف، مؤكدة أن الغارات تأتي ضمن "عدوان أمريكي مباشر" على اليمن، في ظل ما وصفوه بـ"الدعم الأمريكي الكامل للعدوان الإسرائيلي".

صاروخ باليستي يستهدف مطار بن غوريون

وفي المقابل، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، عن تنفيذ عملية عسكرية بصاروخ باليستي "فرط صوتي"، استهدفت مطار بن غوريون في منطقة يافا، مؤكدًا أن "الصاروخ أصاب هدفه بدقة"، وأن "المنظومات الدفاعية الأمريكية والإسرائيلية فشلت في اعتراضه".

وأضاف سريع أن العملية أدت إلى "توقف كامل لحركة المطار لأكثر من ساعة"، مشيراً إلى أن الجماعة قررت فرض "حصار جوي على العدو الإسرائيلي" عبر استهداف متكرر للمطارات، كما دعا شركات الطيران العالمية إلى "إلغاء رحلاتها إلى مطارات العدو لأنها أصبحت غير آمنة لحركة الملاحة الجوية"، حسب تعبيره.

الرد الإسرائيلي: تهديدات وتحقيقات

وفي أول تعليق رسمي، أقر الجيش الإسرائيلي بأن صاروخاً أُطلق من اليمن سقط بالقرب من الصالة الرئيسية لمطار بن غوريون، ما تسبب في حالة من الذعر وتوقف مؤقت لحركة الملاحة، وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تصاعد أعمدة الدخان، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة عدة أشخاص، بينهم أربعة جراء الانفجار واثنان أثناء محاولتهم الاحتماء.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في بيان مقتضب: "كل من يضربنا، سنضربه سبع مرات"، مؤكداً أن الرد الإسرائيلي لن يتأخر.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال في كلمة مصورة إن "إسرائيل تتحرك بالتنسيق مع الولايات المتحدة للرد على الحوثيين"، مضيفاً: "لقد استهدفنا حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، وأضعفنا النظام السوري، وسنتعامل مع الحوثيين بالطريقة ذاتها وعلى مراحل".

الولايات المتحدة تدخل على خط النار

وبالتزامن مع التهديدات الحوثية، شنت القوات الأمريكية غارات جوية على مواقع تابعة للحوثيين، في ما يبدو أنه رد على التصعيد الأخير، ووصفت وزارة الدفاع الأمريكية الغارات بأنها "جزء من عمليات ردع شاملة"، بينما شددت على أن واشنطن لن تسمح بتهديد حلفائها في المنطقة، لكن الرد الحوثي لم يتأخر، إذ أعلن يحيى سريع أن "أي اعتداء أمريكي سيقابله رد مباشر"، متوعداً بتوسيع نطاق الهجمات لتشمل أهدافاً أمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

ويرى محللون أن التطورات الأخيرة تمثل بداية محتملة لجبهة جديدة في الصراع الدائر في الشرق الأوسط، حيث يحاول الحوثيون ترسيخ حضورهم كلاعب إقليمي مؤثر، عبر التمدد خارج اليمن واستغلال التعاطف الشعبي العربي مع القضية الفلسطينية.

تم نسخ الرابط