رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان
مدير التحرير
نصر نعيم

ضغط المياه يهدد سد النهضة.. إثيوبيا تفرغ بحذر ومصر تترقب والسودان في خطر

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي

وسط أجواء مشحونة بالترقب والخوف، عاد ملف سد النهضة إلى الواجهة من جديد بعد أن بدأت إثيوبيا تفريغ كميات كبيرة من المياه من خزان السد، في خطوة أثارت علامات استفهام عديدة، بين كونها تحركًا فنيًا استعدادًا لموسم الأمطار أو مقدمة لسيناريو أكثر خطورة.

ما يجري الآن على الأرض ليس تفريغًا عاديًا، بل خط فاصل بين الأمان والانهيار، ومع كل متر مكعب يتم تصريفه، تُرسم سيناريوهات جديدة لمصير شعوب (مصر والسودان) تعيش على ضفاف نهر النيل.

لماذا تفرغ إثيوبيا المياه الآن؟

الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا وخبير الموارد المائية، كشف أن السد حاليًا يخزن نحو 64 مليار متر مكعب من المياه، وهي سعة ضخمة تُهدد سلامة السد مع اقتراب موسم الأمطار (من أواخر مايو حتى أكتوبر).

وأوضح شراقي أن الضغط الهائل من المياه قد يؤدي إلى اهتزازات أو انهيارات جزئية إذا لم يتم تفريغ السد، مؤكدًا أن إثيوبيا تسابق الزمن لإنقاص منسوب المياه وتحقيق استفادة كهربائية عبر تشغيل التوربينات.

كارثة محتملة على السودان

في حال فشل إثيوبيا في التفريغ الكامل قبل ذروة الأمطار، فإن احتمال انهيار السد يصبح واردًا، وهنا، بحسب شراقي، فإن السودان سيكون أول وأكبر المتضررين: الفيضان سيسبق أي إنذار، البنية التحتية السودانية لا تحتمل طوفانًا بهذا الحجم، مدن كاملة معرضة للغرق في حال تحققت أسوأ السيناريوهات.

أما مصر، فقد طمأن شراقي بأن لديها وسائل حماية متعددة، أبرزها: مفيض توشكى، قناطر فارسكور وإدفينا، والسد العالي الذي يستطيع استيعاب حتى 162 مليار متر مكعب.

ما كمية المياه التي ستمر؟ ومتى تصل؟

يتوقع شراقي تمرير ما بين 19 إلى 20 مليار متر مكعب من المياه، وهي كمية هائلة، وستصل إلى مصر والسودان خلال أسابيع قليلة.

هذا التدفق سيساعد في تعويض النقص الذي واجهته دولتا المصب العام الماضي، لكنه لا يخفي القلق من التبعات في حال فشلت إثيوبيا في إدارة العملية بدقة.

غياب الاتفاق لا يزال الخطر الأكبر

ورغم هذه التحركات، تبقى الأزمة قائمة في ظل غياب اتفاق قانوني ملزم بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن ملء وتشغيل السد، ما يعني أن أي خطوة مستقبلية قد تكون أحادية، وتزيد من تعقيد المشهد.

تم نسخ الرابط