شاب يلقى مصرعه بحلوان أثناء محاولة فض مشاجرة.. والده يروي التفاصيل

كعادته، خرج عادل، الشاب الثلاثيني، من منزله متوجهًا إلى يوم عمل شاق، كونه يعمل "نجار مسلح"، لكنه لم يكن يعلم أن خطواته الأخيرة ستقوده إلى قدرٍ مؤلم، ولا أن طيبته المعتادة ستكون سببًا في وداعه الأبدي.
لم يحمل سلاحًا، ولم يدخل في خصومة، بل حاول فقط أن يُصلح بين متشاجرين من جيرانه، لكنه دفع ثمن شهامته برصاصة غادرة أودت بحياته أمام أعين أسرته.
ضحية الشهامة في حلوان
كواليس الجريمة المأساوية بدأت عندما نشب خلاف بين جارين في منطقة كفر العلو بحلوان بسبب مجموعة من الأخشاب، تطور بسرعة إلى مشاجرة في أحد الشوارع، ما دفع عددًا من الجيران للتدخل في محاولة لفض النزاع قبل أن يتحول الأمر إلى كارثة.
عادل، المجني عليه، كان من بين هؤلاء، وهو يعمل حدادًا مسلحًا، يبلغ من العمر ٣٥ عامًا، وأبٌ لأربعة أطفال؛ تصادف عودته إلى البيت مع لحظة تصاعد الشجار، فاندفع بحُسن نية نحو الجيران محاولًا تهدئة الموقف، دون أن يعلم أنه بات في مرمى الغدر.
القاتل، وهو أحد أطراف المشاجرة، لم يحتمل الخلاف، فترك مكان الواقعة ودخل إلى منزله، ثم أطل من نافذة وأطلق أعيرة نارية بشكل عشوائي على المارة، فأصابت إحدى الرصاصات رأس "عادل" مباشرة، وأسقطته أرضًا في مشهد صادم للجميع.
تجمهر سكان المنطقة حول المجني عليه، وسارع والده وخاله لنقله إلى المستشفى أملًا في إنقاذ حياته، وكان لا يزال ينبض، لكن الأطباء أعلنوا وفاته فور وصوله، متأثرًا بالإصابة البالغة.
"كان بيسلك بين اتنين.. مالوش دعوة بحاجة"، قالها والده باكيًا في تصريحات خاصة لـ "تفصيلة"، وهو يتذكر ابنه ضحية الشهامة، مضيفًا: "الراجل اللي ضربه دخل بيته وطلع من الشباك وضرب نار.. أول طلقة خابت، التانية جت في دماغ عادل، وبعدها عمل بإيده كأنه بيقول خلصت عليه".
وفي السياق ذاته، قال خال الضحية إن "عادل" كان محبوبًا بين أهالي المنطقة، معروفًا بأخلاقه الطيبة، ولم يسبق له أن تورط في أي خلاف، وكان يهوى تربية الحمام على سطح منزله، ويعيش من كده وتعبه ليطعم أسرته.
وأشار إلى أن القاتل شخص معروف بسوابقه، ودائم إثارة المشكلات، متمنيًا أن تتحرك العدالة سريعًا لمعاقبته والقصاص لدم "عادل"، الذي لم يكن يحمل سوى النية الطيبة.
بدورها، نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة في إلقاء القبض على المتهم، وبالعرض على النيابة العامة، أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.