رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

الأكاديمية العسكرية تُشكل مجلسًا علميًا برئاسة وزير الأوقاف لتأهيل كوادر دينية متخصصة

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف


في إطار رؤية الدولة المصرية الرامية إلى بناء الإنسان علميًا وفكريًا على أسس راسخة تجمع بين الانضباط المؤسسي والوعي الديني الرشيد، أعلنت الأكاديمية العسكرية المصرية عن تشكيل مجلس علمي رفيع المستوى برئاسة الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في خطوة تعكس توجهًا استراتيجيًا غير مسبوق نحو التكامل بين المؤسسات العسكرية والدينية والعلمية.

وجاء ذلك خلال استقبال الأكاديمية العسكرية المصرية لوزير الأوقاف، ليتولى رئاسة المجلس العلمي المشكَّل خصيصًا لمناقشة وتقييم الجوانب العلمية والدينية واللغوية للدارسين الملتحقين ببرامج ما بعد الدكتوراه من أبناء المؤسسة الدينية المصرية، ضمن المستوى الدراسي المتقدم الذي تستضيفه الأكاديمية بهدف صقل الكفاءات العلمية والمعرفية التخصصية.

مجلس علمي بنكهة وطنية: العلم في خدمة الدولة

يمثل تشكيل هذا المجلس العلمي تتويجًا لفلسفة وطنية متكاملة تؤمن بأن العلم، حين يُدار برؤية مؤسسية واعية، يصبح أحد أهم أدوات حماية الدولة وتعزيز استقرارها فالمجلس لا يقتصر دوره على التقييم الأكاديمي التقليدي، بل يتجاوز ذلك إلى إعادة صياغة العلاقة بين المعرفة الدينية والواقع المعاصر، بما يضمن تخريج كوادر قادرة على الفهم العميق للنص، والاستيعاب الدقيق لمتطلبات العصر.

ويضم المجلس نخبة من المتخصصين في العلوم الشرعية واللغوية والفكرية، ليكون منصة علمية رصينة تُناقش من خلالها المناهج، وتُراجع الأطروحات البحثية، وتُقيَّم مسارات البحث العلمي، في ضوء رؤية وطنية شاملة تستهدف بناء عقل ديني مستنير، قادر على المواجهة الفكرية، والتفاعل الإيجابي مع قضايا المجتمع.

توجيهات رئاسية واضحة: الارتقاء بالمستوى العلمي أولوية وطنية

يأتي هذا التحرك تنفيذًا مباشرًا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي أكد في أكثر من مناسبة أن بناء الإنسان المصري، والارتقاء بالمستوى العلمي والمعرفي لأبناء الوطن، يمثلان حجر الزاوية في مشروع الجمهورية الجديدة.

وتعكس هذه التوجيهات إيمان القيادة السياسية بأن الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في العقول، وأن مواجهة التحديات الفكرية والأيديولوجية لا تتحقق إلا من خلال إعداد كوادر علمية مؤهلة تمتلك أدوات الفهم والتحليل والنقد، بعيدًا عن السطحية أو الجمود

الأكاديمية العسكرية: دور يتجاوز الإعداد العسكري

لم تعد الأكاديمية العسكرية المصرية مؤسسة معنية فقط بإعداد القيادات العسكرية، بل باتت اليوم أحد أبرز مراكز التفكير الاستراتيجي وبناء الكوادر الوطنية متعددة التخصصات. فمن خلال دعم مسارات الدراسات العليا والمتقدمة، تؤكد الأكاديمية دورها الوطني في إعداد كوادر علمية متميزة، قادرة على خدمة الدولة في مختلف المجالات، سواء كانت عسكرية أو مدنية أو فكرية.

ويأتي التعاون مع وزارة الأوقاف والمؤسسة الدينية المصرية ليؤكد أن الأمن القومي لا يقتصر على الحدود والسلاح، بل يمتد ليشمل الأمن الفكري والثقافي والديني، وهو ما تسعى الأكاديمية لترسيخه عبر برامج علمية متقدمة ذات طبيعة تكاملية.

تأهيل علماء ما بعد الدكتوراه: رؤية غير تقليدية

اللافت في هذا المجلس العلمي أنه يركز على شريحة علمية دقيقة، وهي الباحثون في مرحلة ما بعد الدكتوراه، بما يعني الانتقال من مرحلة التحصيل إلى مرحلة الإنتاج العلمي والتأثير المجتمعي فالمجلس يناقش الجوانب التخصصية العميقة، ويعمل على تطوير أدوات البحث، وتعزيز مهارات التحليل، وربط المعرفة النظرية بالواقع العملي.

كما يولي المجلس اهتمامًا خاصًا بالجوانب اللغوية، باعتبارها مفتاح الفهم الصحيح للنصوص الشرعية، وأداة أساسية في الخطاب الديني الرشيد القادر على مخاطبة المجتمع بلغة واضحة، رصينة، ومؤثرة.

شراكة مؤسسية لخدمة الوطن

يعكس تشكيل المجلس العلمي رسالة واضحة مفادها أن الدولة المصرية تتحرك وفق منطق الشراكة المؤسسية، حيث تتكامل أدوار المؤسسات المختلفة لتحقيق هدف واحد: خدمة الوطن وبناء مستقبل آمن ومستقر. فالتعاون بين الأكاديمية العسكرية ووزارة الأوقاف يُعد نموذجًا عمليًا لتوحيد الجهود في مواجهة التحديات الفكرية، وتعزيز قيم الوسطية والانتماء الوطني.

 

تم نسخ الرابط