رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف الإمدادات العالمية والتوترات الجيوسياسية

أسعار النفط
أسعار النفط

عادت أسعار النفط لتلتقط أنفاسها مدفوعة بعوامل سياسية وأمنية، أعادت المخاوف بشأن استقرار الإمدادات إلى الواجهة، في وقت يقترب فيه عام 2025 من نهايته تحت وطأة تباطؤ الاقتصاد العالمي ووفرة المعروض.

ورغم أن الأسواق ما زالت تعاني من ضغوط كبيرة بسبب تراجع الطلب وتوقعات استمرار الفائض، فإن التطورات في فنزويلا ونيجيريا منحت الأسعار دعمًا محدودًا، أعاد رسم ملامح التداول في الأيام الأخيرة من العام.


صعود محدود بنهاية الأسبوع

شهدت أسعار النفط خلال تعاملات الجمعة ارتفاعًا طفيفًا، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها خلال الأسابيع الماضية.

وجاء هذا التحرك مدعومًا بتصاعد التوترات الجيوسياسية، بعدما كثفت الولايات المتحدة ضغوطها الاقتصادية على صادرات النفط الفنزويلي، بالتوازي مع تنفيذ ضربات جوية ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في شمال غرب نيجيريا بطلب من حكومة أبوجا.

وارتفع خام برنت إلى نحو 62.30 دولار للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 58.41 دولار، في مكاسب محدودة تعكس حالة الترقب التي تسيطر على الأسواق أكثر من كونها موجة صعود حقيقية.


توترات فنزويلا ونيجيريا

وتكتسب التطورات في فنزويلا ونيجيريا أهمية خاصة نظرًا لكونهما من كبار منتجي النفط عالميًا، ففي حين تمثل فنزويلا أحد أبرز مصادر الخام في أميركا اللاتينية، تعد نيجيريا أكبر منتج للنفط في أفريقيا.

ورغم أن الحقول النفطية النيجيرية تتركز في الجنوب، فإن الضربات الجوية في الشمال رفعت منسوب القلق بشأن الاستقرار الأمني العام، وهو ما ينعكس عادة على حسابات المخاطر في أسواق الطاقة.

أما في فنزويلا، فقد أشار البيت الأبيض للقوات الأمريكية بالتركيز على تشديد القيود على صادرات النفط خلال الشهرين المقبلين على الأقل، في خطوة تعكس اعتماد واشنطن على الضغط الاقتصادي بدلًا من المواجهة العسكرية المباشرة مع حكومة كراكاس، وهو ما يضع الإمدادات الفنزويلية تحت مجهر الأسواق العالمية.


تحركات محدودة للسوق

ويرى محللون أن تحركات السوق ما زالت محدودة بسبب انخفاض السيولة مع اقتراب عطلة عيد الميلاد ونهاية العام.

وأكد تونج تشوان، المحلل في شركة “جالاكسي فيوتشرز”، أن ضعف التداول جعل أي اضطراب في جانب الإمدادات عاملًا مؤثرًا بشكل مضاعف على الأسعار، حتى وإن كان تأثيره الفعلي على السوق محدودًا.


عام الخسائر

ورغم هذا الصعود الطفيف، تتجه أسعار النفط لتسجيل أكبر خسائر سنوية منذ عام 2020، حيث من المتوقع أن ينخفض خام برنت بنحو 16% خلال العام، بينما يهبط الخام الأمريكي بنحو 18%،ويعود ذلك إلى مزيج من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتوقعات تجاوز المعروض لمستويات الطلب.

وتترقب الأسواق صدور بيانات المخزونات الأمريكية الرسمية مطلع الأسبوع المقبل، والتي قد تقدم إشارات أوضح حول اتجاه الطلب في أكبر دولة مستهلكة للنفط، وسط تساؤلات متزايدة حول قدرة الأسعار على استعادة زخمها في العام الجديد.

تم نسخ الرابط