رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

عمرو عامر يكتب: ريهام عبد الغفور ضحية غدر الـ"تريند"

تفصيلة

​في عالم الفن هناك من يبني مجده على "الضجيج"، وهناك من يبنيه على "الأثر"، وبينما يتصارع البعض لخلق جدل مفتعل ليبقى تحت الأضواء، اختارت ريهام عبد الغفور منذ البداية طريقاً مختلفاً تماماً، طريق الموهبة الهادئة، والخصوصية المقدسة، والأدوار التي تدخل البيوت كفرد من العائلة، لا كضيف ثقيل يبحث عن إثارة الجدل.

​لكن يبدو أن هذا الرقي تحديداً هو ما أزعج "تجار التريند" وصيادي المشاهدات، الذين لم يجدوا في سجلها النقي ثغرة، فقرروا اختلاق واحدة عبر انتهاك خصوصيتها وتصويرها بشكل غير لائق، في محاولة بائسة لتشويه صورة هي في الأصل ناصعة البياض.

​ضريبة الاحترام في زمن الفوضى.. هي ما دفعته ​ريهام عبد الغفور بعدما تعرضت له من استباحة لخصوصيتها بعيدا عن أي مبررات حول أنها شخصية عامة وكانت في مناسبة حية، فما حدث معها ليس مجرد واقعة عابرة، بل هو انعكاس لمرض عضال ينهش في جسد "السوشيال ميديا"، حيث يتم الاتجار بالصور واللحظات الخاصة لتحويلها إلى مادة للتشهير. إن الهجوم على فنانة بوزن ريهام -التي لم يُسجل تاريخها يوماً صراعاً مع زميل أو تصريحاً مستفزاً- هو محاولة لكسر النموذج "المحترم" في الفن، وكأن الرسالة المراد إيصالها هي: "لا أحد بعيد عن الطعن، حتى لو كان مثالاً للالتزام".

​​لا يمكن الحديث عن ريهام عبد الغفور دون استحضار أدوارها التي لامست قضايا المجتمع بعمق، فهي الأم والابنة والموظفة المكافحة، لقد قدمت ريهام فناً يحترم عقل المشاهد، فاستقرت في قلوب الناس بوقارها قبل موهبتها.

​إن محاولة تشويه سمعتها عبر "صور ملتقطة غدراً" أو توظيفها في سياق غير لائق، هي معركة خاسرة سلفاً؛ لأن رصيدها لدى الجمهور ليس مبنياً على "فلتر" أو صورة عارضة، بل على سنوات من الصدق الفني والانساني.

​الخصوصية ليست رفاهية فما حدث يدق ناقوس الخطر حول حرمة الحياة الخاصة، في النهاية الفنان إنسان قبل أن يكون ملكية عامة، ومن حق ريهام عبد الغفور -أو أي إنسان- أن يعيش حياته بعيداً عن أعين المتلصصين الذين يقتاتون على إيذاء الآخرين، إن "الاتجار بالصور" لتدمير السمعة هو جريمة أخلاقية (وقانونية) مكتملة الأركان، تستوجب وقفة حازمة من المجتمع قبل القانون.

​في الختام ستظل ريهام عبد الغفور هي "الفنانة الهادئة" التي لا تشبه إلا نفسها، وسيبقى هؤلاء المتربصون مجرد غبار في طريق مسيرتها الطويلة. فالاحترام الذي يُبنى في سنوات لا يهدمه "تريند" رخيص ولد في لحظة غدر.. كل الدعم والاعتذار .

تم نسخ الرابط