رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

أسباب ارتفاع أسعار الذهب اليوم وتسجيل قمة تاريخية.. يقترب من 4500 دولار

ارتفاع أسعار الذهب
ارتفاع أسعار الذهب

نجحت أسعار الذهب في تسجيل اختراق تاريخي غير مسبوق بتجاوزها عتبة الـ 4,400 دولار للأوقية للمرة الأولى في سجلات البورصات العالمية، ​حيث شهدت الساحات المالية الدولية اليوم الاثنين فصلاً جديداً من فصول الهيمنة المطلقة للمعدن الأصفر. 

أسباب ارتفاع أسعار الذهب اليوم 

وجاء ارتفاع أسعار الذهب اليوم مدفوعا بزخم هائل من الرهانات المتصاعدة حول توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو تبني سياسة نقدية أكثر تيسيراً وخفض أسعار الفائدة، بالتزامن مع اشتعال الطلب على الملاذات الآمنة الذي حول بريق الذهب إلى مغناطيس للاستثمارات العالمية، في مشهد درامي انضمت فيه الفضة إلى ماراثون الصعود مسجلةً أعلى مستوياتها على الإطلاق، لتعيد المعادن النفيسة رسم خارطة الثروة في ظل بيئة اقتصادية وجيوسياسية مشبعة بالتوترات والتحولات الجذرية التي جعلت من الأصول غير المدرة للعائد الملاذ الوحيد الموثوق في وجه تقلبات العملات.

​وفي تفاصيل هذه القفزة المدوية، ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.7% لتستقر عند مستوى 4,411.61 دولار للأوقية، وذلك بعد أن لامست قمة شاهقة عند 4,420.01 دولار خلال ساعات التداول الأولى، بينما لم تكن الفضة أقل حماساً وهي تقفز بنسبة 2.5% لتسجل 69.44 دولاراً. 

وما يحدث يعكس حالة من "حمى الشراء" التي اجتاحت الأسواق العالمية نتيجة ضعف الدولار الذي فتح الباب واسعاً أمام المستثمرين الدوليين لاقتناء الذهب بأسعار تنافسية، في وقت زادت فيه العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 1.3% لتصل إلى 4,444.00 دولار، مما يشير إلى أن التوقعات المستقبلية لا تزال تضع اللون الأخضر شعاراً للمرحلة المقبلة، وسط استمرار البنوك المركزية في تعزيز احتياطياتها من المعدن النفيس كحصن منيع ضد عدم الاستقرار المالي العالمي.

وهذا الصعود الجنوني الذي حققته أسعار الذهب بمكاسب بلغت نحو 67% منذ مطلع العام الجاري، لم يكن مجرد طفرة عابرة بل هو نتاج سلسلة من الأرقام القياسية التي حطمت حواجز نفسية وفنية كبرى بدءاً من الـ 3,000 وصولاً إلى الـ 4,000 دولار. 

أسعار الذهب تتجه لتحقيق أكبر مكاسب سنوية 

ويتجه الذهب بثبات نحو تسجيل أكبر مكسب سنوي له منذ عام 1979، متفوقاً على كافة التوقعات التي كانت ترى في هذه المستويات درباً من الخيال، بينما استطاعت الفضة أن تسرق الأضواء بنمو مذهل بلغت نسبته 138% منذ بداية العام، مستفيدة من مزيج فريد بين التدفقات الاستثمارية الضخمة والقيود الخانقة على المعروض، مما خلق حالة من التعطش الشرائي الذي لا يبدو أنه سيتوقف قريباً، خاصة مع دخول العوامل الموسمية لشهر ديسمبر التي تمتاز تاريخياً بدعم الاتجاه الصاعد للمعادن الثمينة.

لماذا تتجه أسعار الذهب للارتفاع؟

​وبينما تراقب الأعين الفنية مستويات المقاومة القادمة عند 4,427 دولاراً، تظل الأسواق معلقة بتصريحات صناع السياسة النقدية في واشنطن، حيث إن أي مؤشر إضافي على تباطؤ سوق العمل الأمريكية أو تحول الفيدرالي نحو نهج أكثر حمائمية سيمثل الوقود الذي سيدفع الذهب نحو آفاق لم تكن تخطر على بال. 

ورغم دعوات بعض المحللين لتوخي الحذر من عمليات جني الأرباح مع تراجع أحجام التداول في نهاية العام، إلا أن القوة الكامنة وراء هذا الصعود، والمدعومة بالتوترات التجارية والجيوسياسية، تجعل من الذهب والفضة اليوم هما القوة الضاربة في المحافظ الاستثمارية الكبرى، معلنين بداية عصر جديد يتربع فيه "المعدن الملكي" على عرش الاقتصاد العالمي دون منازع.
 

تم نسخ الرابط