النمل الأبيض متهم بريء.. "الزراعة" تنفي دوره في انهيار منازل الأقصر
في أعقاب تداول واسع لشائعات ربطت بين انتشار حشرة النمل الأبيض وانهيار عدد من المنازل في بعض قرى محافظة الأقصر، خرجت مديرية الزراعة لتحسم الجدل، مؤكدة أن ما يُتداول لا يستند إلى أي أساس علمي أو فني.
وأوضح المهندس محمد فؤاد، وكيل وزارة الزراعة بالأقصر، أن الزج باسم النمل الأبيض في حوادث انهيار المنازل يمثل خلطًا بين الظواهر الطبيعية وأسباب التدهور الإنشائي، ويؤدي إلى تضليل الرأي العام وإثارة مخاوف غير مبررة لدى المواطنين.
النمل الأبيض.. حشرة طبيعية لا تهدم المنازل
أكد وكيل وزارة الزراعة أن النمل الأبيض حشرة موجودة بطبيعتها في البيئات الجبلية والصحراوية، وتعيش أسفل سطح الأرض على أعماق كبيرة قد تصل إلى 25 مترًا، مشيرًا إلى أن وجودها ليس ظاهرة طارئة ولا يرتبط بتغيرات حديثة في البيئة أو العمران.
وأوضح أن هذه الحشرة تعتمد في غذائها بشكل أساسي على مادة السليلوز، الموجودة في الأخشاب وبعض أنواع الأقمشة والمواد العضوية، وهو ما يحدد نطاق تأثيرها بدقة، وينفي تمامًا قدرتها على إحداث انهيارات في المباني المشيدة بالطوب اللبن أو الخرسانة المسلحة.
السليلوز مفتاح الفهم العلمي للأزمة
سلط فؤاد الضوء على البعد العلمي المرتبط بتأثير النمل الأبيض، مؤكدًا أن الضرر المحتمل للحشرة ينحصر في المنشآت التي تعتمد بشكل أساسي على الأخشاب غير المعالجة، مثل الأسقف أو الهياكل الخشبية القديمة، والتي قد تتعرض للضعف التدريجي في حال غياب أعمال المكافحة الدورية.
وأشار إلى أن المنازل الحديثة أو المبنية بمواد صلبة لا تدخل ضمن دائرة الخطر المرتبطة بالنمل الأبيض، لافتًا إلى أن الربط بين الحشرة وانهيار تلك المنازل يُعد استنتاجًا خاطئًا لا تدعمه الوقائع أو الدراسات المتخصصة.
تهالك المباني القديمة السبب الحقيقي
وخلال مداخلة هاتفية ببرنامج «حديث القاهرة» المذاع على قناة «القاهرة والناس»، شدد وكيل وزارة الزراعة على أن المنازل التي انهارت مؤخرًا في بعض قرى الأقصر تعاني من تهالك شديد وقدم في البناء، وهو العامل الرئيسي وراء سقوطها.
وأوضح أن تلك المباني أُنشئت منذ عقود طويلة بمواد بدائية، ولم تخضع لأعمال صيانة أو ترميم منتظمة، ما جعلها عرضة للانهيار بفعل عوامل الزمن والرطوبة والتحميل الزائد، بعيدًا تمامًا عن أي تأثير مباشر للنمل الأبيض.
مكافحة مستمرة على مدار العام
أكد فؤاد أن مديرية الزراعة لا تتهاون في ملف مكافحة النمل الأبيض، مشيرًا إلى أن أعمال المكافحة تتم بشكل دوري ومستمر على مدار العام، وليس كرد فعل طارئ على الشكاوى فقط.
وأوضح أن طبيعة الحشرة، التي تخرج من باطن الأرض، تفرض أن تتركز جهود المكافحة أسفل المنازل والمنشآت، باستخدام وسائل وآليات معتمدة، للحد من انتشارها وحماية العناصر الخشبية المعرضة للإصابة.
الجمعيات الزراعية خط الدفاع الأول
دعا وكيل وزارة الزراعة المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات، والاعتماد على القنوات الرسمية في الإبلاغ عن أي اشتباه بوجود النمل الأبيض، مؤكدًا أن الجمعيات الزراعية تمثل خط الدفاع الأول في هذا الملف.
وأشار إلى أن سرعة الإبلاغ تتيح للجهات المختصة التدخل المبكر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، بما يضمن حماية الممتلكات، ويمنع تفاقم أي أضرار محتملة، مشددًا على أن الوعي المجتمعي عنصر أساسي في مواجهة الظواهر البيئية دون تهويل أو تهوين