تطهير بابنوسة من الألغام.. تحركات سياسية سودانية في نيويورك وإجراءات طوارئ داخل الخرطوم
تعيش الساحة السودانية حراكاً متوازياً بين مساعٍ ميدانية لإنقاذ الأرواح من مخاطر الألغام، وحراك سياسي مكثف على المستوى الدولي بحثاً عن حلول للأزمة الإنسانية والحرب المستمرة.
إعلان مهم يصدر من ولاية غرب كردفان حول تقدم كبير في عمليات نزع الألغام بمدينة بابنوسة، بالتزامن مع توجه رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس إلى نيويورك، إضافة إلى قرارات طوارئ جديدة داخل الخرطوم تهدف لقطع الإمدادات عن مناطق انتشار قوات الدعم السريع.
نزع أكثر من ألفي لغم وتقدم ملحوظ في تأمين المدينة
تعلن الفرق الميدانية المسؤولة عن نزع الألغام في بابنوسة إزالة أكثر من ألفي لغم أرضي زرعت داخل المدينة خلال الفترة الماضية.
الجهات المختصة تؤكد أن نسبة تطهير المدينة وصلت إلى 87% من المناطق والأحياء المستهدفة، في خطوة تمثل تطوراً كبيراً باتجاه إعادة الحياة بشكل آمن إلى المدينة وتقليل المخاطر على السكان، خاصة مع تأثير الألغام المدمر على المدنيين والبنية التحتية.
تحركات سياسية سودانية نحو نيويورك بحثاً عن حل
يتوجه رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس إلى نيويورك لعقد اجتماعات مهمة مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ومسؤولين دوليين آخرين.
مصادر حكومية تؤكد أن الهدف الرئيسي من هذه الزيارة يتمثل في بحث سبل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين داخل السودان، إضافة إلى مناقشة إمكانية التوصل إلى وقف محتمل لإطلاق النار.
خارطة طريق سودانية وملفات إنسانية ضاغطة
يكشف مستشار رئيس الوزراء السوداني محمد عبد القادر أن الاجتماعات في نيويورك ستركز على تخفيف المعاناة الإنسانية وتسهيل وصول المساعدات، مع التأكيد على التزام الحكومة بخارطة الطريق التي سلمتها للأمم المتحدة.
هذه الخارطة تتضمن وقفاً لإطلاق النار مشروطاً بانسحاب قوات الدعم السريع من المدن والمناطق التي تسيطر عليها، بينما يشير غوتيريش إلى تحضيرات لإطلاق محادثات جديدة بين الأطراف في جنيف دون تحديد موعد نهائي.
قرارات طوارئ جديدة داخل الخرطوم لتجفيف الإمدادات
تشهد ولاية الخرطوم إجراءات أمنية واقتصادية صارمة، حيث يصدر والي الخرطوم أمراً للطوارئ يقضي بحظر نقل السلع والبضائع عبر الحدود الغربية للولاية.
القرار يهدف إلى تجفيف خطوط إمداد المواد الغذائية والدوائية إلى المناطق التي تشهد انتشاراً مكثفاً لقوات الدعم السريع، خاصة على الحدود بين الخرطوم وشمال كردفان.
العقوبات تشمل السجن لمدة لا تقل عن خمس سنوات وغرامة مالية تصل إلى 12 مليون جنيه سوداني، مع مصادرة السلع ووسائل النقل.
تصعيد في الإجراءات وتواصل للأزمة
تأتي هذه الخطوة بعد قرار مشابه صدر الشهر الماضي في الخرطوم الشمالية لمنع نقل البضائع إلى مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع في كردفان ودارفور.
المشهد يؤكد استمرار الأزمة وتعقيداتها، مع تداخل المسارات الأمنية والإنسانية والسياسية بصورة عميقة.
تظهر التطورات الأخيرة صورة مزدوجة للوضع في السودان؛ نجاحات ميدانية في حماية المدنيين من الألغام، مقابل استمرار الواقع الإنساني الصعب ومحاولات سياسية للبحث عن حلول.
التحركات الدولية والاجتماعات المرتقبة قد تمثل نافذة جديدة للأمل، بينما تعكس قرارات الطوارئ داخل الخرطوم حجم التحديات التي لا تزال تواجه البلاد في طريقها نحو الاستقرار.



