رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

نزاع حدودي دموي يشعل جنوب شرق آسيا.. نصف مليون نازح في كمبوديا و400 ألف في تايلاند والأزمة تتصاعد

نزوح جماعي في كمبوديا
نزوح جماعي في كمبوديا وتايلاند

أزمة إنسانية كبرى تتفاقم على الحدود الكمبودية التايلاندية بعد تجدد الاشتباكات المسلحة التي اندلعت خلال الأسبوعين الماضيين، لتدفع أكثر من نصف مليون في كمبوديا و400 ألف في تايلاند إلى النزوح من منازلهم، بينما تتواصل الاتهامات المتبادلة بين البلدين وسط مخاوف دولية من توسع رقعة الصراع وتحوله إلى مواجهة إقليمية أوسع.

اشتباكات دامية تعيد إشعال النزاع الحدودي بين كمبوديا وتايلاند

اشتباكات عنيفة اندلعت مجدداً هذا الشهر بين كمبوديا وتايلاند على خلفية خلافات قديمة تتعلق بترسيم الحدود 
الممتدة لنحو 800 كيلومتر، إلى جانب نزاع تاريخي حول معبد قديم يقع في المنطقة المتنازع عليها. 

استخدام الدبابات والمدفعية والطائرات المسيرة والطائرات الحربية منح الاشتباكات طابعاً أكثر خطورة، وأعاد مشاهد الدم والنار إلى المنطقة الحدودية الحساسة.

حصيلة ثقيلة للضحايا وتصاعد الخسائر

أرقام رسمية كشفت عن سقوط ما لا يقل عن 22 قتيلاً في تايلاند و19 قتيلاً في كمبوديا نتيجة المواجهات الأخيرة، بينما لا تزال التقديرات تشير إلى إمكانية ارتفاع الحصيلة في ظل استمرار التوتر العسكري. 

الاتهامات المتبادلة بين كمبوديا وتايلاند حول استهداف المدنيين زادت المشهد تعقيداً، خاصة بعد الإشارة إلى اشتباكات سابقة في يوليو الماضي خلفت عشرات القتلى.

نزوح جماعي ومعاناة إنسانية قاسية

وزارة الداخلية في كمبوديا أعلنت نزوح أكثر من 518 ألف شخص بينهم نساء وأطفال، مؤكدة معاناة هؤلاء من ظروف معيشية قاسية بعد اضطرارهم لترك منازلهم ومدارسهم نتيجة القصف المدفعي والصاروخي والغارات الجوية التايلاندية، بما فيها هجمات بطائرات “إف-16”.

في المقابل، كشفت السلطات التايلاندية عن نزوح نحو 400 ألف شخص داخل أراضيها بسبب توسع رقعة القتال وتجدد الضربات الحدودية.

جذور تاريخية لنزاع لم يُحسم

الخلاف الحدودي بين البلدين يعود إلى الحقبة الاستعمارية، حيث بقيت مسألة الترسيم عالقة لعقود طويلة دون حل نهائي، بينما يمثل المعبد القديم محوراً رمزياً وسياسياً يزيد حساسية النزاع. 

كل طرف يحمّل الآخر مسؤولية إشعال المواجهات الحالية ويؤكد تعرض المدنيين لاستهداف مباشر.

ضغوط دولية ومساعٍ لوقف النار

دعوات دولية وإقليمية تزايدت خلال الساعات الماضية مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، حيث ناشدت الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وماليزيا، إضافة إلى رابطة دول آسيان والأمم المتحدة، الطرفين بإنهاء التصعيد وفتح مسار للحوار. 

أنظار المجتمع الدولي تتجه الآن إلى اجتماع وزراء خارجية دول آسيان المقرر عقده الاثنين في كوالالمبور، والذي ينتظر أن يكون منصة أساسية لمناقشة الأزمة ومحاولة احتوائها.

خلاصة المشهد في جنوب شرق آسيا

جنوب شرق آسيا يقف اليوم أمام اختبار صعب بين نار التصعيد العسكري وأمل التسوية السياسية بين كمبوديا وتايلاند.

الأوضاع الإنسانية المتدهورة، والخسائر المتزايدة في الأرواح، وضغط المجتمع الدولي تجعل الساعات المقبلة حاسمة في تحديد اتجاه الأزمة: إما تهدئة شاملة، أو تصعيد أخطر بين البلدين.

تم نسخ الرابط