«الذهب طاير لفوق».. جولدمان ساكس يرسم ملامح المعدن الأصفر في 2026
أطلق بنك "جولدمان ساكس" مذكرة بحثية مثيرة للجدل ترسم ملامح عام 2026 كعام للتحولات الكبرى خاصة الذهب، في قراءة تحليلية عميقة تستشرف مستقبل الاقتصاد العالمي وتفكك شيفرات التباين الصارخ بين الملاذات الآمنة والسلع الصناعية.
قفزة تاريخية في أسعار الذهب
ويتأهب الذهب لقفزة تاريخية غير مسبوقة تضعه فوق عرش الأصول المالية العالمية، مدفوعاً بزخم شرائي هائل وتغيرات هيكلية في السياسات النقدية الدولية، في حين يبدو أن براميل النفط تستعد لرحلة هبوط اضطراري تحت وطأة فائض معروض عالمي يهدد بتآكل الأسعار وإعادة رسم خارطة القوى في أسواق الطاقة التقليدية.
الذهب يصل إلى هذا السعر في 2026
ويتوقع المحللون في المؤسسة الأمريكية العريقة أن يواصل الذهب رحلة صعوده المظفرة ليصل إلى مستويات قياسية تلامس حاجز الـ 4900 دولار للأوقية، في سيناريو متفائل يستند إلى ركائز صلبة تتمثل في استمرار الشراهة الاستراتيجية للبنوك المركزية العالمية نحو تكديس المعدن النفيس كحائط صد ضد التقلبات الجيوسياسية، تزامناً مع التوجه الانكماشي لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يعزز من جاذبية الذهب ويحفز التدفقات الاستثمارية الضخمة نحو صناديق المؤشرات المتداولة، ليتحول المعدن الأصفر من مجرد وسيلة للتحوط إلى قائد لدفة المكاسب في المحافظ الاستثمارية الكبرى.
وعلى الجانب الآخر من المشهد، تبدو التوقعات قاتمة لقطاع الطاقة الذي يواجه رياحاً معاكسة قد تعصف باستقرار الأسعار، حيث يحذر "جولدمان ساكس" من فائض هيكلي في الإمدادات النفطية خلال عام 2026 ما لم تتدخل عوامل استثنائية أو تخفيضات إضافية جذرية من تحالف "أوبك"، مرجحاً أن يهبط متوسط سعر خام برنت إلى حدود الـ 56 دولاراً للبرميل، بينما قد يسجل خام غرب تكساس مستويات متدنية عند 52 دولاراً، وهو ما يعكس تسارع وتيرة تراكم المخزونات التجارية العالمية وتفوق العرض على الطلب في ظل موجة إمدادات غاز طبيعي وصفها البنك بأنها الأكبر على الإطلاق في التاريخ الحديث.
ولا يتوقف التباين عند حدود الذهب والنفط، بل يمتد ليشمل قطاع المعادن والسلع الأولية الذي سيشهد أداءً متفاوتاً يعكس صراعاً بين وفرة الإنتاج وحاجة الصناعة، إذ يتوقع التقرير تفوق النحاس بفضل تطبيقاته في الاقتصاد الأخضر مقابل ضغوط بيعية على الألمنيوم وخام الحديد، لتصبح القيمة المضافة والندرة هما المعياران الحاكمان لمسار الأسواق، في وقت يترقب فيه العالم كيف ستعيد هذه التوقعات تشكيل السياسات الاقتصادية للدول المصدرة والمستوردة على حد سواء، وسط مشهد يتسم بسيولة التوقعات وحدة التناقضات بين بريق الذهب وانكسار النفط.

