عضو بـ"الشيوخ": موقف مصر من السودان ثابت.. ولا تفريط في وحدة الدولة أو سيادتها
أكد المهندس تامر الحبال، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني، يعكس وضوح الرؤية المصرية وثبات موقفها تجاه الأزمة السودانية، مشددًا على أن القاهرة تتحرك انطلاقًا من مسؤوليتها التاريخية ودورها المحوري في دعم استقرار الدول العربية والحفاظ على تماسك الدولة الوطنية.
وقال الحبال في تصريحات صحفية اليوم الخميس، إن القيادة السياسية المصرية تولي الملف السوداني أهمية قصوى، باعتبار السودان أحد أعمدة الأمن القومي المصري، وأن أي تهديد لوحدته أو استقراره يمثل خطرًا مباشرًا على أمن المنطقة بأكملها، وهو ما يفسر حرص الرئيس السيسي على التواصل المباشر مع الأطراف السودانية في هذا التوقيت الدقيق.
وأضاف القيادي بحزب مستقبل وطن، أن الرسائل التي حملتها تصريحات الرئيس السيسي خلال اللقاء كانت حاسمة ولا تحتمل التأويل، وفي مقدمتها التأكيد على رفض مصر الكامل لأي محاولات للمساس بوحدة السودان أو سلامة أراضيه، موضحًا أن الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية يمثل خط الدفاع الأول أمام مخططات الفوضى والتقسيم التي تستهدف استقرار الإقليم.
ولفت الحبال أن الموقف المصري ينبع من قناعة راسخة بأن الحلول العسكرية وفرض الأمر الواقع لن تقود إلا إلى مزيد من التعقيد، مؤكدًا أن القاهرة تدعم مسار الحل السياسي الشامل الذي يحافظ على كيان الدولة ويضع مصلحة الشعب السوداني في المقدمة، بعيدًا عن أي حسابات ضيقة أو أجندات خارجية.
وأشار الحبال إلى أن حديث الرئيس السيسي عن خطوط حمراء تتعلق بالأمن القومي يعكس إدراكًا عميقًا لحجم التحديات الأمنية والإنسانية المتفاقمة في السودان، لا سيما في ظل ما يتعرض له المدنيون من انتهاكات خطيرة، مشيرًا إلى أن استمرار الصراع يهدد بانهيار شامل ستكون له تداعيات خطيرة على دول الجوار.
وأوضح الحبال أن مصر تتحرك على أكثر من مسار لاحتواء الأزمة، سواء من خلال دعم الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى وقف إطلاق النار، أو عبر المشاركة الفاعلة في المبادرات الدبلوماسية التي تستهدف إعادة الاستقرار، مؤكدًا أن القاهرة تتبنى نهجًا متوازنًا يجمع بين الحكمة السياسية وحماية المصالح الوطنية المشروعة.
وأشار الحبال إلى أن انخراط مصر في الأطر الدولية، وعلى رأسها التنسيق مع الأطراف الفاعلة إقليميًا ودوليًا، يعكس رغبتها الصادقة في إنهاء معاناة الشعب السوداني وتهيئة المناخ لعملية سياسية جادة
