نيران جنوب كردفان تشتعل والدعم السريع يدفع بمعركة إسقاط الدلنج وكادوقلي إلى حافة الانفجار
تواصل قوات الدعم السريع حشد مقاتليها في جنوب كردفان، في خطوة تعكس إصراراً واضحاً على تغيير ميزان القوة في الإقليم الملتهب.
وتشهد الولاية منذ أيام تدفق أرتال عسكرية ومعدات قتالية وصلت من ولاية غرب كردفان، وفق ما أكدته وسائل الإعلام، في مؤشر على استعداد لعمليات هجومية أوسع.
تحركات ميدانية ترفع منسوب التوتر
ترصد مصادر محلية انتقال وحدات الدعم السريع إلى عدة مواقع في شمال الولاية، حيث تعمل القوات على تعزيز خطوط التماس وإسناد مقاتلي الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو.
وتأتي هذه التحركات كردّ مباشر على ضربات الجيش السوداني في الجبال الشرقية، وهي المنطقة التي شهدت أعنف المعارك خلال الأيام الماضية.
هجوم مرتقب على الدلنج وكادوقلي
تسعى قوات الدعم السريع، ضمن خطتها العسكرية الجديدة، إلى تنفيذ هجمات على مدينتي الدلنج وكادوقلي المحاصرتين منذ ما يقارب العامين.
وتمثل كادوقلي العاصمة الإدارية لجنوب كردفان بينما تُعد الدلنج ثاني أكبر مدن الولاية، ما يجعل السيطرة عليهما تحولاً استراتيجياً كبيراً يعزز نفوذ الدعم السريع والحركة الشعبية في الإقليم.
الحركة الشعبية: التحرير مسألة وقت
تؤكد الحركة الشعبية بقيادة الحلو أن سقوط المدينتين بات قريباً، إذ أعلنت في بيان سابق أن “تحرير الدلنج وكادوقلي مسألة وقت فقط”.
ودعت الحركة الجيش إلى الانسحاب وتسليم المواقع دون خسائر، مطالبة بفتح ممرات آمنة لتمكين المدنيين من الخروج وحماية أرواحهم، وحذّرت من كارثة إنسانية جديدة إذا استمرت العمليات العسكرية داخل المناطق المأهولة.
حصار خانق يفاقم المأساة
تخضع كادوقلي والدلنج لحصار مزدوج تفرضه الحركة الشعبية وقوات الدعم السريع، الأمر الذي دفع الوضع الإنساني إلى حافة الانهيار.
وتسبب الحصار في نقص حاد بالمواد الغذائية وتراجع كبير في الخدمات الصحية، رغم محاولات المنظمات الدولية تخفيف الأزمة عبر عمليات إسقاط جوي للإغاثة.
قصف دموي يهزّ كلوقي
تعيش مناطق جنوب كردفان حالة من الخوف بعد تعرض منشآت مدنية في منطقة كلوقي لقصف مدفعي وغارات جوية، أدت إلى مقتل ما يقارب مئة شخص بينهم عشرات الأطفال.
وتمثل هذه الضربة واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ بداية التصعيد، ما أثار موجة إدانات واسعة ومخاوف من توسع دائرة العنف.
تحذيرات أممية من تكرار سيناريو الفاشر
تعرب الأمم المتحدة عن مخاوف جدية من تكرار الفظائع التي شهدتها مدينة الفاشر، محذّرة من أن الوضع في كردفان يسير على الطريق ذاته إذا لم تتوقف العمليات العسكرية فوراً.
ويأتي هذا التحذير في ظل اشتداد المعارك، خصوصاً بعد سيطرة الدعم السريع قبل أشهر على كامل إقليم دارفور المجاور.
حرب تستنزف السودان منذ 2023
اندلع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، ولا يزال حتى اليوم يحصد آلاف الأرواح، فيما تجاوز عدد النازحين 12 مليون شخص، لتتحول البلاد إلى مسرح لـ“أسوأ أزمة إنسانية في العالم” بحسب توصيف الأمم المتحدة.


