ساعر يتعهد بإنجاح خطة ترامب في غزة وسط ضغوط متصاعدة وانتقادات لحماس
تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية والأميركية حراكاً مكثفاً مع دخول الجهود المتعلقة بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مساراً أكثر تعقيداً.
ويأتي ذلك في ظل تأكيدات جديدة من الحكومة الإسرائيلية بأنها ستعمل على توفير كل الظروف اللازمة لدعم الخطة الأميركية التي يقودها الرئيس دونالد ترامب، رغم استمرار الخلافات حول تفاصيل القوة الدولية وإدارة القطاع بعد الحرب.
ساعر يعلن التزام حكومته واتهامات مباشرة لحماس
يؤكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن تل أبيب ستبذل "قصارى جهدها" لإنجاح خطة ترامب في غزة، مشدداً على أن الحكومة ملتزمة بتهيئة كل فرص النجاح أمام المرحلة القادمة من الاتفاق.
ويشير ساعر في تصريحاته إلى أن حماس تشكل العقبة الأساسية أمام التقدم، متهماً الحركة بعرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية وتعطيل الجهود الدولية الرامية لتثبيت الاستقرار.
كوهين يطالب بقوة دولية ويستبعد المشاركة التركية والقطرية
يشدد وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين على ضرورة وجود قوة استقرار دولية داخل غزة، مؤكداً أن إسرائيل لا تقبل مشاركة تركية أو قطرية في هذه القوة.
ويعكس هذا التصريح جانباً من الخلافات التي ما زالت تعيق المضي قدماً في تنفيذ الخطة، خصوصاً ما يتعلق بتركيبة القوة الأمنية التي ستتولى مراقبة الأوضاع على الأرض.
الخطة الأميركية تصطدم بتحديات نزع السلاح وإدارة غزة
تواصل الولايات المتحدة ضغوطها على إسرائيل خلال الأسابيع الماضية من أجل تسريع تنفيذ المرحلة الثانية، إلا أن عقبات متعددة لا تزال قائمة، من بينها حسم دور الأطراف الدولية المشاركة في قوة الاستقرار، وتوضيح آليات نزع سلاح حماس، إلى جانب صياغة شكل مجلس السلام الذي سيشرف على إدارة القطاع الفلسطيني المدمر.
وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، على انسحاب إسرائيل من مواقعها الحالية ضمن ما يعرف بالخط الأصفر، وهو خط يشمل أكثر من نصف مساحة قطاع غزة.
كما تتضمن تولّي سلطة انتقالية إدارة القطاع بالتزامن مع انتشار قوة استقرار دولية وتطبيق عملية نزع سلاح واسعة تستهدف القدرات العسكرية لحركة حماس.
الجيش الإسرائيلي يلمح إلى بقاء الخط الأصفر وخلافات حول الانسحاب
يكشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير عن موقف أكثر تشدداً، إذ يؤكد في تصريحات سابقة أن "الخط الأصفر يشكل خط حدود جديداً وخط دفاع متقدماً وخط هجوم"، ما يشير بشكل واضح إلى تحفظ المؤسسة العسكرية على الانسحاب الكامل من هذه المواقع، رغم أن الاتفاق ينص على ذلك بشكل صريح.
نتنياهو يتحدث عن انتقال قريب وصعوبة أكبر في المرحلة الثانية
يرجّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الانتقال إلى المرحلة الثانية سيتم "قريباً جداً"، إلا أنه يصفها بأنها أكثر صعوبة وتعقيداً من المرحلة الأولى، ما يعكس حجم التحديات التي تواجه الخطة الأميركية في ظل تضارب مواقف الأطراف المشاركة.
وتعكس هذه التصريحات المشهد الميداني والسياسي الضاغط، إذ تستمر واشنطن في الضغط، بينما تبدي تل أبيب التزاماً مشروطاً، في حين تبقى مسألة نزع سلاح حماس وقوة الاستقرار الدولية حجر العثرة الأكبر أمام أي تقدم فعلي في تنفيذ الخطة.


