الذهب يعانق القمة.. هل تدفعه تخفيضات الفائدة الأمريكية لمسار تاريخي في 2026؟
تشهد أسعار الذهب في الأسواق العالمية والمحلية حالة من التحفز والترقب الحذر بالتزامن مع انعقاد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هذا الأسبوع، والذي سيحسم مصير أسعار الفائدة الأمريكية خلال ساعات.
وهذه الحالة من الترقب انعكست على أسعار المعدن الأصفر، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 ارتفاعًا طفيفًا بلغ 15 جنيهًا ليصل إلى 5620 جنيهًا، بينما صعدت الأوقية في البورصة العالمية إلى 4203 دولارات؛ إذ يرى المستثمرون أن قرار الفيدرالي بشأن التيسير النقدي هو العامل الأهم الذي يحدد مستقبل جاذبية الذهب غير المدرّ للعائد.
تتزايد الرهانات بقوة في الأسواق على أن البنك المركزي الأمريكي يتجه نحو خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال هذا الاجتماع، وهو ما تدعمه التوقعات التي لم تتأثر جوهريًا ببيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) الصادرة مؤخرًا.
جميع الأنظار موجهة نحو المؤتمر الصحفي لجيروم باول، بحثًا عن أي إشارات واضحة بخصوص مسار الخفض المستقبلي لتكاليف الاقتراض، وهو ما سيعطي دفعة فورية للطلب على الذهب.
ما بعد عام 2025.. قفزة تاريخية يجب الحفاظ عليها
لم يكن عام 2025 عامًا عاديًا للذهب، بل كان عامًا سجل فيه المعدن الأصفر قفزة تاريخية تجاوزت 60%، مسجلاً أكثر من 50 مستوى قياسيًا جديدًا، ليصبح بذلك في طريقه إلى تحقيق أفضل أداء سنوي له منذ عقود.
هذا الأداء القوي استند إلى ثلاثة محركات رئيسية متزامنة، وهي: التوقعات المستمرة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، استمرار المخاطر الجيوسياسية الناتجة عن الصراعات الدولية والتي تدعم مكانته كملاذ آمن، وعمليات الشراء الضخمة والمؤسسية من قبل البنوك المركزية العالمية.
توقعات الذهب في 2026
السؤال الآن يدور حول قدرة الذهب على الحفاظ على هذا الزخم الصعودي القوي خلال عام 2026، خاصة بعد تسجيله مثل هذه المستويات القياسية، حيث يشير تقرير مجلس الذهب العالمي إلى أن فرص الذهب لمزيد من الارتفاع ما زالت قائمة، مدعومة بتوقعات استمرار التيسير النقدي وإجراء المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة في العام المقبل.
إضافة إلى ذلك، فإن بقاء حالة عدم اليقين الجيوسياسي يمثل دعمًا أساسيًا للذهب يحد من أي خسائر محتملة، ويبرهن على أن السوق أصبح يعتمد على تعدد المحركات المؤثرة بدلاً من الاعتماد على عامل واحد، وهو ما يمنح مساره الصعودي متانة أكبر.
وعليه، فإن الرهانات على استمرار ضعف الدولار وتوقعات خفض تكاليف الاقتراض ستعمل كقوة دافعة رئيسية، مما يرسخ مكانة الذهب كأصل استثماري لا يمكن تجاهله في بيئة السوق العالمية الحالية.

