منتخب مصر يعلن تعديل موعد ودية نيجيريا
تراجع الطلب ووفرة المعروض أبرز الأسباب.. لماذا تتراجع أسعار السيارات في مصر؟
شهد سوق السيارات المستعملة في مصر خلال الفترة الأخيرة موجة ملحوظة من الانخفاضات في الأسعار، بعد سنوات طويلة من الزيادات المتتالية التي أثقلت كاهل المستهلكين ودفعت الكثيرين إلى تأجيل قرارات الشراء.
وأثار هذا التراجع حالة واسعة من الجدل والتساؤلات حول أسبابه الحقيقية، وما إذا كان يمثل بداية لاتجاه جديد في السوق أم مجرد حركة مؤقتة مرتبطة بالظروف الاقتصادية الراهنة.
تراجع الطلب مقابل تضخم المعروض
في هذا السياق، قدم اللواء عبد السلام عبد الجواد، عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية، رؤية تحليلية توضح ما يحدث داخل السوق والضغوط التي يواجهها الوكلاء والموزعون.
وأكد عبد الجواد أن العامل الأكثر تأثيرًا في هبوط الأسعار هو اختلال ميزان العرض والطلب، فالسوق اليوم ممتلئ بكميات ضخمة من السيارات، في وقت يشهد فيه الطلب ركودًا غير مسبوق، وفق تقديراته فإن حجم المبيعات منذ بداية العام لم يتعد 120 ألف سيارة فقط، وهو رقم ضئيل مقارنة بالمخزون المتوفر لدى الشركات، وهذا الفارق الكبير خلق حالة تشبع دفعت التجار إلى خفض الأسعار في محاولة لتحريك المياه الراكدة.
وفرة إنتاج كبيرة
وأضاف عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية أنه خلافًا للسنوات الماضية التي ارتفع فيها الطلب لأعلى من المعروض، فإن الوضع الحالي تغير جذريا، حيث إن السوق الآن يستقبل كميات كبيرة من السيارات، سواء المصنعة محليًا أو المستوردة، وهو ما أعاد التنافسية بين الوكلاء وحرر الأسعار من موجات الارتفاع التي سيطرت على السوق لفترات طويلة.
وأكد أن هذه الوفرة ساهمت في كسر حالة الاحتكار النسبي التي كانت تمنح بعض الشركات قدرة على رفع الأسعار، مما أدى إلى هبوط ملحوظ في تكلفة الشراء للمستهلكين.
طرح سيارات بأسعار أقل من تكلفة الاستيراد
وكشف عبد الجواد أن هناك عددًا من الوكلاء اضطروا لطرح سيارات بأسعار أقل من تكلفة الاستيراد أو الإنتاج، موضحًا أن هذا القرار الصعب جاء نتيجة تراكم المخزون وتباطؤ حركة البيع، مما دفع بعض الشركات إلى قبول الخسارة مقابل إعادة تشغيل دورة المبيعات والحفاظ على حصتهم في السوق.
وأشار إلى أن منظومة التسعير لدى الوكلاء عادةً ما تدار وفق آليات محددة، إلا أن ضغط السوق أجبر البعض على تقديم تخفيضات حادة لتجنب تجميد رأس المال.
