رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

رئيس وزراء بلجيكا يصدم أوروبا: واهم من يعتقد أن روسيا ستخسر في أوكرانيا

بوتين
بوتين

موقف مفاجئ ومغاير لنبرة الاتحاد الأوروبي الموحّدة تجاه الحرب في أوكرانيا، أطلقه رئيس وزراء بلجيكا بارت دي ويفر، بعدما شكك علناً في قدرة كييف على إلحاق الهزيمة بروسيا.

تصريحات دي ويفر جاءت في لحظة تتزايد فيها الضغوط داخل أوروبا لاتخاذ خطوات أكثر صرامة ضد موسكو، خصوصاً في ملف مصادرة الأصول الروسية المجمدة، ما جعل تعليقاته صادمة في توقيتها ودلالاتها السياسية.

رؤية بلجيكية صريحة: خسارة روسيا غير مرغوبة

أكد دي ويفر أن الاعتقاد بانكسار روسيا في أوكرانيا "محض وهم"، مشيراً إلى أن خسارتها ليست سيناريو مرغوباً، لما قد يسببه من فوضى في دولة تمتلك ترسانة نووية ضخمة. 

يعكس هذا الموقف توجهاً براجماتياً داخل بروكسل، يختلف عن الخطاب الأوروبي التقليدي الذي يروّج لإمكانية إضعاف موسكو عبر دعم كييف المستمر.

تحذيرات من تداعيات مصادرة الأصول الروسية

شدد دي ويفر على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يقبل بسهولة مصادرة الأصول الروسية المجمدة في أوروبا، محذراً من ردود فعل قد تكون شديدة. 

ورغم دفع الاتحاد الأوروبي نحو استخدام تلك الأصول كضمان لقرض يقدَّم لأوكرانيا تحت مسمى "قرض التعويضات"، رفضت بلجيكا الخطة بشدة، معتبرة إياها مغامرة قانونية قد تنقلب على القارة إذا لجأت موسكو إلى القضاء الدولي.

تصعيد روسي في الخطاب وتحذيرات من الرد

تزامنت تصريحات دي ويفر مع تحذيرات جديدة من موسكو. 

فقد قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن أي خطوة "غير قانونية" تجاه الأصول الروسية المجمدة ستقابل بـ"أقسى رد فعل"، مؤكدة أن روسيا تستعد مسبقاً للتعامل مع هذه الإجراءات. 

وترى موسكو أن تحريك هذه الأصول يشكل "سرقة رسمية" تهدد الأمن المالي والديبلوماسي.

ضغط أوروبي لمصادرة الأصول وتهديدات تواجهه

يدعم الاتحاد الأوروبي منذ أشهر مساراً يدفع مصادرة الأموال الروسية المجمدة وتوجيهها إلى كييف لتمويل إعادة الإعمار. 

غير أن روسيا رفعت مستوى التصعيد إلى حد التهديد برد "قاسٍ"، فيما ذهب بوتين خلال زيارته إلى الهند إلى التلميح علناً بإمكانية دخول بلاده في مواجهة مباشرة مع الاتحاد الأوروبي إذا تطورت الخطوة إلى مصادرة كاملة.

خلافات داخل البيت الأوروبي

تكشف تصريحات دي ويفر عن شرخ أوروبي متصاعد في طريقة التعاطي مع موسكو. 

فبينما تقود دول مثل بولندا ودول البلطيق دعوات متشددة لإضعاف روسيا، تبدو بلجيكا ودول أخرى أكثر حذراً، خصوصاً حين يتعلق الأمر بملفات مالية وقانونية حساسة قد تفتح الباب لتداعيات دولية لا يمكن التحكم بها.

سياق الحرب دعم ثابت لأوكرانيا ولكن بحدود

منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، اصطفّ غالبية أعضاء الاتحاد الأوروبي خلف كييف، عبر دعم عسكري وسياسي وعقوبات غير مسبوقة طالت قطاعات الطاقة والمال والصناعة في روسيا. 

كما جُمّدت أموال روسية ضخمة داخل المصارف الأوروبية، ما جعلها محوراً لنقاشات سياسية واقتصادية مستمرة.

تحذير بلجيكي يفتح الباب لأسئلة أكبر

يطرح موقف دي ويفر علامات استفهام حول مستقبل الإجماع الأوروبي على الحرب في أوكرانيا، ويكشف أن مقاربة القارة ليست موحدة كما تبدو في العلن. 

ورغم استمرار الدعم لكييف، تبدو مخاوف الانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع موسكو أو تعريض النظام المالي للخطر حاضرة بقوة في بعض العواصم الأوروبية.

تم نسخ الرابط