أزمة جديدة تهز وزارة الدفاع الإسرائيلية.. صدام حاد بين كاتس وزامير بسبب ترقية ضابط بارز
تشهد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية توتراً متجدداً بعد تفجر خلاف جديد بين وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، ما أعاد إلى الواجهة حالة الاحتقان التي تخيم منذ أشهر على العلاقة بين الطرفين.
وجاءت الأزمة هذه المرة على خلفية ترقية ضابط بارز من الاحتياط، وسط انقسام واضح داخل أروقة الجيش والحكومة حول القرار.
رفض صريح من كاتس لتوصية زامير بترقية جيلتمان
رفض وزير الدفاع الإسرائيلي، اليوم الجمعة، توصية رئيس الأركان بترقية العميد (احتياط) جرمان جيلتمان وإعادته للخدمة النظامية، بحسب ما نقلته إذاعة “كان”.
وأتى قرار كاتس رداً مباشراً على طلب زامير تعيين جيلتمان قائداً لمركز القيادات في سلاح البر وترقيته إلى رتبة لواء، خاصة بعد أن أمضى أكثر من 700 يوم في الاحتياط بمنصب رئيس أركان فرقة 162 خلال الحرب على غزة.
وتشير المصادر إلى أن اجتماع التعيينات الذي عُقد أمس شهد مشاركة كبار قادة الجيش، بينهم السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، اللواء رومان جوفمان الذي عُين مؤخراً رئيساً للموساد إضافة إلى رئيس هيئة القوى البشرية دادو بار كليفا وكافة قادة القيادات، وجميعهم أوصوا بترقية جيلتمان.
انتقادات حادة من منظمة إخوة السلاح ضد كاتس
هاجمت منظمة "إخوة السلاح"، التي يُعد جيلتمان أحد أبرز قادتها السابقين، قرار وزير الدفاع، معتبرة أنه يحمل دلالات سياسية تتعارض مع مصلحة المؤسسة العسكرية.
وقال أورن شبيل، أحد قادة المنظمة، إن “منع ترقية ضابط خدم 30 عاماً وقضى 700 يوم في غزة أمر محزن وغير مفهوم”، مشيراً إلى أن كاتس يروّج في الوقت ذاته لصفقة تعفي عشرات الآلاف من الحريديم من الخدمة الإلزامية.
وتعد المنظمة من أبرز التجمعات المدنية العسكرية التي لعبت دوراً مهماً في الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو عام 2023.
وعلى الرغم من تعليق نشاطها السياسي بعد هجوم السابع من أكتوبر، فإنها عادت مؤخراً للتظاهر مطالِبة بانتخابات مبكرة وإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة.
جيلتمان ينفي اتهامات التحريض على رفض الخدمة
نفى جيلتمان صباح اليوم لمقربين منه التصريحات المنسوبة إليه حول دعوته السابقة لرفض الخدمة العسكرية.
وأكد أنه لم يدعُ في أي وقت إلى العصيان، موضحاً أنه قال في مارس 2023 إنه “غير مستعد للخدمة في مكان غير ديمقراطي”، في إشارة إلى اعتراضه على ما رآه آنذاك تهديداً لمنظومة القضاء خلال فترة الاحتجاجات الواسعة.
خلاف متكرر بين كاتس وزامير حول التعيينات
تكشف الأزمة الجديدة استمرار الصدام داخل قيادة الجيش والحكومة حول ملفات التعيين، إذ لا تعد هذه المرة الأولى التي يختلف فيها وزير الدفاع ورئيس الأركان حول مناصب حساسة داخل الجيش.
وفي أغسطس الماضي، نشب خلاف مشابه بعد رفض كاتس قائمة تعيينات جديدة.
ورغم رفضه، نشر الجيش القائمة بعد ساعة فقط، ما عكس حجم التوتر بين الجانبين.
كما انفجر خلاف علني قبل أسبوعين فقط حول لجنة التحقيق في إخفاقات السابع من أكتوبر، حين اتهم زامير وزارة الدفاع بعرقلة تشكيل اللجنة، بينما رد مقربون من كاتس باتهام قيادة الجيش بمحاولة تجاوز صلاحيات الوزير.
منظمة إخوة السلاح بين الإغاثة والاحتجاج
تضم منظمة “إخوة السلاح” آلاف جنود الاحتياط من وحدات النخبة، وتعمل منذ تأسيسها بشكل تطوعي.
وبعد هجوم 7 أكتوبر علقت نشاطها السياسي واتجهت للعمل الإغاثي، حيث ساهمت في نقل المعدات والدعم للجنود والمدنيين.
لكنها عادت لاحقاً للمشهد السياسي بقوة، مطالبة بإسقاط حكومة نتنياهو وإجراء انتخابات جديدة.


