رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

الماء البارد في الشتاء.. انتعاش للجسم أم إرهاق للبشرة؟

الاستحمام بالماء
الاستحمام بالماء البارد

مع بداية فصل الشتاء، يميل معظم الناس إلى الاستحمام بالماء الدافئ الذي يمنح إحساسًا بالراحة ويُخفّف برودة الطقس. 

فوائد الاستحمام بالماء البارد 

ومع ذلك، يزداد الحديث في الآونة الأخيرة عن فوائد الاستحمام بالماء البارد، حتى خلال الأيام القارسـة. 

ورغم أن الفكرة قد تبدو غير مألوفة أو غير منطقية، إلا أن هذا الاتجاه الصحي يثير تساؤلات حول مدى تأثيره الحقيقي على البشرة في هذا الوقت من العام؛ ففهم ما يحدث للجسم تحت تأثير الماء البارد يساعد في تحديد ما إذا كانت هذه العادة مفيدة أم مجرد موضة جديدة.

الماء البارد يؤثر مباشرةً على سطح الجلد، إذ يُحدث انقباضًا سريعًا في الأوعية الدموية، ما يمنح البشرة شعورًا فوريًا بالتماسك والانتعاش.

 ويستمتع البعض بهذا التأثير العاجل لشد البشرة الذي قد يظهرها بمظهر أكثر نضارة للحظات. 

إلا أن الظروف الشتوية القاسية  بما تحمله من انخفاض في الحرارة والرطوبة تضعف بطبيعتها وظيفة الحاجز الجلدي، وتزيد احتمالات الجفاف والالتهاب.

وفي هذه الحالة، قد يفاقم الاستحمام بالماء البارد المشاكل الجلدية القائمة، خصوصًا لدى الأشخاص المصابين بأمراض جلدية مزمنة مثل التهاب الجلد التأتبي أو البشرة شديدة الجفاف. 

فلا يعد الماء البارد حلًا سحريًا، ولا يقدم الترطيب الذي تحتاجه البشرة في الشتاء. صحيح أنه قد يُقلّل مؤقتًا من فقدان الزيوت الطبيعية، لكنه لا يعوّض الرطوبة التي تفقدها البشرة بسبب الطقس.

لهذا، يبقى الترطيب خطوة أساسية لا غنى عنها بعد الاستحمام، بغض النظر عن درجة حرارة الماء، فاختيار مرطب خفيف وغني بالمغذيات ووضعه على البشرة فور الانتهاء من الحمام يساعد على حفظ الرطوبة ومنع الشد أو التقشر.

ومن الجوانب الأخرى التي يلاحظها البعض عند الاستحمام بالماء البارد الشعور بالانتعاش المفاجئ. 

فصدمة الماء البارد تحفز الحواس، وتزيد من اليقظة، وقد تسهم في تحسين الحالة الذهنية خلال ساعات الصباح، كما قد تساعد على تهدئة البشرة بعد الرياضة أو التعرض للهواء البارد لفترة طويلة. 

ومع ذلك، تبقى الاستجابة فردية؛ فبينما يمنح هذا الروتين بعض الأشخاص طاقة ونشاطًا، قد يجده آخرون مرهقًا وغير مريح خصوصًا في ذروة البرد، أما الماء الساخن، فهو بدوره ليس الخيار الأمثل دائمًا. 

فدرجات الحرارة المرتفعة جدًا تجرد البشرة من زيوتها الطبيعية بسرعة، وتزيد من الجفاف والاحمرار، خاصة لدى أصحاب البشرة الحساسة. 

الاستحمام بماء فاتر لفترة قصيرة

وهنا يأتي الحل الوسط: الاستحمام بماء فاتر لفترة قصيرة، مع إنهاء الاستحمام برشة سريعة من الماء البارد وهذه الطريقة تقدم انتعاشًا دون إجهاد البشرة أو التسبب بصدمة حرارية قوية.

وبشكل عام، لا يعد الاستحمام بالماء البارد شرطًا لبشرة صحية خلال الشتاء. الأهم هو الحفاظ على ترطيب جيد، ودعم الحاجز الجلدي، وتجنب التعرض المفرط للهواء البارد أو الماء الساخن.

 ويمكن لمن يستمتعون بالماء البارد الاستمرار في هذه العادة بشرط تقصير مدة الاستحمام وترطيب البشرة فورًا بعده.

وفي النهاية، لا ينبغي إجبار أي شخص على الاستحمام بالماء البارد إن لم يكن يتحمل الفكرة، فالعناية الصحيحة بالبشرة في الشتاء تقوم على الراحة، والترطيب، وحماية الجلد من العوامل الخارجية، بينما يظل الاستحمام البارد مجرد عامل مساعد بسيط  لا أكثر ضمن روتين صحي ولطيف يراعي احتياجات البشرة خلال الطقس البارد.

تم نسخ الرابط