مقتل ياسر أبو شباب.. وجه الجريمة والخيانة في قلب الصراع الفلسطيني
أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ياسر أبو شباب، قائد الجماعة المسلحة المعروفة باسم "القوات الشعبية" في شرق رفح الفلسطينية، قد قُتل، لتنتهي بذلك مسيرة أحد أبرز الشخصيات الجدلية التي تعاونت مع إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة.
من هو ياسر أبوشباب ؟
كان أبو شباب، وهو سجين جنائي سابق أُطلق سراحه خلال الفوضى التي ضربت غزة، قد أعلن عن تعاونه مع الجيش الإسرائيلي ضد حركة حماس، الأمر الذي وضعه في صدارة قائمة المستهدفين داخلياً.
وقد أكدت مصادر صحفية إسرائيلية أن حركة حماس تقف وراء عملية تصفية هذا القائد، الذي ارتبط اسمه أيضاً بالتورط في نهب المساعدات الإنسانية والضلوع في مقتل شخصيات فلسطينية بارزة كالصحفي صالح الجعفراوي.
هذا التطور يكشف أن مقتل أبو شباب يمثل ضربة قاصمة لشبكات المتعاونين، مما يؤكد اشتداد المعركة الأمنية الداخلية في القطاع بالتوازي مع الصراع العسكري المستمر.
أصل ياسر أبوشباب في غزة
يمثل ياسر أبو شباب، وهو سجين جنائي سابق ينحدر من قبيلة الترابين في رفح جنوب قطاع غزة، شخصية شديدة التعقيد والجدل، حيث ارتبط اسمه بالاضطرابات الأمنية وتصاعد العنف الداخلي في القطاع، خاصة في سياق الحرب الدائرة.
ويقود أبو شباب ما يُعرف باسم "مليشيا القوات الشعبية"، وهي جماعة مسلحة مناهضة بشكل صريح لحركة حماس، وبرزت بشكل لافت بعد إطلاق سراح عناصرها من المقار الأمنية عقب القصف الإسرائيلي.
التورط في اغتيال الصحفى صالح الجعفراوي
تُعد الاتهامات الموجهة لياسر أبو شباب وجماعته من أخطر القضايا التي تثير الغضب العام، حيث تتحدث التقارير عن تورط مباشر في أعمال عنف وجرائم منظمة، إحدى هذه القضايا الكبرى هي مقتل الصحفي صالح الجعفراوي، الذي كان يمثل صوتاً مؤثراً ينقل للعالم مشاهد الدمار في غزة.
وأفادت مصادر فلسطينية متعددة أن الجعفراوي استُهدف بوابل من الرصاص من عناصر في "مليشيا مسلحة" أثناء تغطيته للأحداث في حي الصبرة جنوب غزة، وتُشير العديد من الروايات إلى أن ميليشيا أبو شباب كانت وراء هذا العمل الشنيع.
كما أشار النص الأصلي إلى تورطه في "قتل السوم"، مما يؤكد تزايد سجل العنف المنسوب إليه وإلى مجموعته.
قائد المرتزقة وتجارة المساعدات الإنسانية
ولم تقتصر أنشطة أبو شباب على الصراع المسلح، بل امتدت لتشمل أعمالاً جنائية أخرى، بما في ذلك اتهامات بتهريب المخدرات، حتى أُطلق عليه لقب "بابلو إسكوبار غزة" مجازاً.
وفي ظل الأزمة الإنسانية الخانقة، ظهرت تقارير تشير إلى قيام مليشياته بنهب شاحنات المساعدات الإنسانية التي كانت من المفترض أن تصل إلى المحتاجين، وذلك تحت غطاء "توفير الحماية" لهذه القوافل، وهذه الأفعال أكدت دوره كقائد مرتزقة يستغل حالة الفوضى والصراع لتحقيق مكاسب شخصية وإجرامية.
تحالف مشبوه ودعم خارجي
تتعقد صورة ياسر أبو شباب بوجود مزاعم عن تعاونه مع جهات خارجية معادية، تحديداً مع الجيش الإسرائيلي في غزة، وتحدثت بعض المصادر عن تزويد إسرائيل لجماعته بالأسلحة في محاولة لإنشاء قوة بديلة مناهضة لحماس.
وقد أدى هذا التورط المشبوه إلى اعتباره "أحد أذرع الاحتلال وأذنابه"، مما يضعه في خانة الخيانة الوطنية في نظر قطاعات واسعة من الفلسطينيين. وقد عُززت هذه المزاعم بوجود تقارير تحدثت عن دعم إماراتي لمجموعته، بما في ذلك توفير عربات دفع رباعي وأنظمة اتصالات متقدمة.
نهب الشاحنات وإثارة الفوضى
ومن بين مهمة مليشيا عصابات ياسر أبو شباب نهب شاحنات المساعدات وعرقلة توزيعها، وإطلاق النار على المدنيين بهدف إثارة الفوضى لتعميق انهيار الحياة المدنية في قطاع غزة وتدمير أي إمكانية لإعادة البناء. ولتدمير منظومة بقاء المدنيين بشكل ممنهج وخلق ظروف تجعل القطاع منطقة غير قابلة للحياة.

