رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

كارثة هونج كونج.. اتساع التحقيقات واعتقال 21 شخصاً بعد حريق وانج فوك كورت المميت

حريق هونج كونج
حريق هونج كونج

تصاعدت وتيرة التحقيقات في هونج كونج عقب الحريق الهائل الذي اجتاح مجمع وانج فوك كورت السكني الأسبوع الماضي وأودى بحياة 159 شخصاً، في واحدة من أسوأ الكوارث التي تشهدها المدينة في تاريخها الحديث. 

تركزت الشبهات على إهمال جسيم في أنظمة السلامة داخل المباني التي كانت تخضع لأعمال تجديد واسعة، ما دفع السلطات إلى تنفيذ حملة اعتقالات واسعة طالت مقاولين ومسؤولين وفنيين.

اعتقال مقاولين فرعيين بتهمة الإدلاء بشهادات مزيفة

كشفت شرطة هونج كونج عن اعتقال ستة رجال تتراوح أعمارهم بين 44 و55 عاماً، يعملون كمقاولين فرعيين مسؤولين عن نظام إنذار الحريق في المجمع السكني. 

وأكد المتحدث باسم الشرطة أن المتهمين قدّموا معلومات مضللة لإدارة الإطفاء، وذلك بإبلاغها كذباً بأن نظام إنذار الحريق لن يتم إيقافه خلال أعمال التجديد الجارية.

أشارت الشرطة إلى أن هذه الشهادات المزيفة قد تكون لعبت دوراً محورياً في انهيار منظومة الإنذار أثناء الكارثة، وهو ما ساهم في تفاقم عدد الضحايا وصعوبة إخلاء المباني السبعة التي اشتعلت فيها النيران.

اعتقالات سابقة تطال موظفين ومسؤولين في شركات البناء

سجلت السلطات في الأيام الماضية اعتقال 15 شخصاً آخرين ضمن سلسلة التحقيقات، بينهم موظفون في شركة البناء بريستيج كونستراكشنز إينجينيريج كو ليميتيد التي كانت تتولى تنفيذ أعمال الإصلاح داخل المجمع، إضافة إلى ممثلين عن مقاول فرعي مشارك في تجديدات المباني.

وتؤكد الشرطة أن التحقيقات تستهدف تحديد مسؤولية الجهة التي أوقفت أنظمة الحماية أثناء تنفيذ أعمال البناء، خصوصاً أن المجمع كان يخضع لصيانة خارجية تتضمن تركيب سقالات واسعة من الخيزران.

تفاصيل الحريق الكارثي داخل مجمع وانج فوك كورت

اندلع الحريق يوم الأربعاء الماضي داخل مجمع وانج فوك كورت، وهو مجمع سكني ضخم يتألف من ثمانية أبراج شاهقة تقع في منطقة تاي بو ضمن ما يُعرف بالأراضي الجديدة في هونج كونج.

أفادت السلطات بأن أحد الأبراج الثمانية فقط بقي سالماً تقريباً، بينما التهمت النيران الأبراج السبعة الأخرى، وانتشرت ألسنة اللهب بسرعة عبر شبكات البناء والسقالات المصنوعة من الخيزران المثبتة حول المباني لتنفيذ أعمال تجميل وصيانة خارجية.

وأشارت تقارير أولية إلى أن السقالات المصنوعة من الخيزران وهي تقنية تقليدية واسعة الاستخدام في هونج كونج ساهمت بشكل كبير في تسريع امتداد الحريق بين الطوابق والأبراج.

أعداد ضخمة من السكان داخل المجمع المنكوب

يضم مجمع وانج فوك كورت نحو 2000 شقة سكنية، وكان يسكنه ما يقارب 4000 شخص عند وقوع الكارثة. 

وأكدت السلطات أن عمليات البحث والإنقاذ استمرت لساعات طويلة وسط صعوبات كبيرة بسبب انهيار السقالات وكثافة الدخان.

وفي الوقت الحالي، لا توجد تقارير عن إصابة مواطنين روس ضمن ضحايا الحريق، بينما تواصل السلطات حصر المتضررين ومتابعة أوضاع العائلات التي فقدت مساكنها.

تحقيقات موسعة وتوقعات باعتقالات جديدة

تعمل الشرطة في هونج كونج على تتبع سلسلة الإهمال والتجاوزات التي أدت لانهيار منظومة السلامة داخل المجمع، وسط توقعات بإصدار مزيد من أوامر الاعتقال خلال الأيام المقبلة.

وتؤكد السلطات أن الحادث كشف ثغرات خطيرة في التزام شركات الإنشاء بأنظمة الحماية وقواعد إدارة الحرائق.

تم نسخ الرابط