قمة البحرين تؤكد: أي مساس بسيادة دولة خليجية يمثل تهديدًا مباشرًا لأمننا الجماعي
تحمل قمة البحرين الخليجية رسائل حاسمة تعكس إدراك دول مجلس التعاون لطبيعة التحديات المتسارعة في المنطقة، وتأكيدها أن الأمن الجماعي بات خطًا أحمر لا يقبل المساومة.
وتشير مخرجات قمة البحرين إلى إجماع واضح على حماية السيادة، وتعزيز التكامل، ومواصلة العمل لبناء بيئة إقليمية مستقرة.
وتبرز محاور القمة صورة متماسكة لرؤية خليجية جديدة قائمة على التنمية والشراكات وإرساء السلام.
التزام خليجي راسخ بحماية السيادة والأمن الجماعي
أعلن قادة دول مجلس التعاون تأكيدًا صريحًا أن سيادة كل دولة عضو تمثل جزءًا لا يتجزأ من أمن المجلس، وأن أي محاولة للمساس بها تعد تهديدًا مباشرًا للأمن الجماعي الخليجي.
وجاء هذا الموقف ليعكس وحدة الصف الخليجي وتماسك رؤيته الأمنية في مواجهة أي مخاطر أو تحديات.
وأكد القادة الاستمرار في مسيرة التنسيق والتكامل السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي، وصولًا إلى الوحدة المنشودة لدول المجلس، بما يعزز المصالح المشتركة ويرسخ ركائز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
إنجازات العمل الخليجي المشترك تعزز الثقة
أبدى القادة ارتياحهم لمستوى التقدم الذي حققته منظومة العمل الخليجي المشترك خلال السنوات الماضية، مؤكدين نجاح المجلس في بناء منظومة دفاعية وأمنية متماسكة، وسياسات دبلوماسية متزنة، ومشروعات اقتصادية وتنموية مستدامة.
وتعكس هذه الإنجازات قدرة المجلس على الحفاظ على وحدة الرؤى والمواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
وشدد القادة في قمة البحرين على أهمية تسريع وتيرة العمل المشترك لضمان تحقيق مكتسبات أكبر لشعوب دول المجلس، وتعزيز الحضور الخليجي الفاعل في الملفات الإقليمية والدولية
تأكيد دعم مسار السلام وجهود إنهاء الحرب في غزة
رحّب القادة بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام، مؤكدين دعمهم التام لكل الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى ضمان الالتزام ببنود اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة.
وتم التشديد على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار القطاع، وتعزيز المساعي المؤدية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتعكس هذه الرؤية التزام دول المجلس بحل الدولتين، وبدعم مبادرة السلام العربية، وتأكيدهم أن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في العيش بأمن وسلام يشكل ركيزة للاستقرار الإقليمي.
تكامل اقتصادي يفتح آفاقًا جديدة للنمو والتنوع
أكد القادة في قمة البحرين أهمية استكمال متطلبات السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، وتعزيز التجارة والسياحة، وتشجيع الاستثمار في المشاريع الاستراتيجية.
وتم التركيز على مجالات البنية التحتية والنقل والطاقة والاتصالات والمياه والغذاء، باعتبارها مسارات رئيسية لدعم التنمية الشاملة والمستدامة.
وتأتي دعوة القادة لتعزيز تكامل البنية الرقمية، وتسهيل التجارة الإلكترونية، وتطوير أنظمة الدفع الرقمي والخدمات السحابية، كخطوة واضحة نحو تحقيق المواطنة الاقتصادية الكاملة، وإرساء اقتصاد خليجي قائم على الابتكار.
وشددت القمة على دعم مسارات التنويع الاقتصادي، وبناء اقتصاد مستدام يضمن ازدهارًا طويل الأمد لدول المجلس وشعوبها.
تكنولوجيا وذكاء اصطناعي وأمن سيبراني في قلب الرؤية الخليجية
ركز القادة على ضرورة تعزيز التعاون الخليجي في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني.
وجاء التأكيد على وضع استراتيجية مشتركة تعزز التكامل المعرفي وتبادل الخبرات، ودعم التحول الرقمي ومواجهة الجرائم الإلكترونية، وتوفير بيئة رقمية آمنة للمجتمعات الخليجية.
وتم التشديد على دور الشباب والمرأة في المسيرة التنموية، وعلى أهمية مراكز الفكر والبحوث في صياغة سياسات مستقبلية تدعم التنمية المستدامة.
مسؤولية بيئية متقدمة ومبادرات لتحقيق الحياد الصفري
أكد القادة التزامهم بحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة.
وتم التشديد في قمة البحرين على صون الموارد الطبيعية والبحرية، بما يتماشى مع المبادرات الخليجية والدولية الهادفة إلى تحقيق الحياد الصفري.
وتعكس هذه الخطوات إدراكًا متزايدًا لحجم التحديات البيئية وضرورة التحرك المشترك في مواجهتها.
تعاون دولي يعزز الأمن الإقليمي ويحمي الملاحة
ركزت القمة على أهمية تطوير الشراكات السياسية والأمنية والاقتصادية مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية، وتعزيز التعاون في مجالات مكافحة التطرف والإرهاب، والتصدي للجرائم العابرة للحدود.
وشدد القادة على دعم الجهود البحرية المشتركة، ومقرها البحرين، من أجل حماية أمن الطاقة والملاحة والتجارة الدولية. كما أكدوا العمل لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.
دعم البحرين في عضويتها بمجلس الأمن وشراكة استراتيجية مع إيطاليا
عبّر القادة عن دعمهم للبحرين خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن خلال العامين المقبلين، مؤكدين ثقتهم في قدرتها على تمثيل مصالح دول المجلس والدول العربية، وتعزيز قيم الحوار والسلام والتعايش.
كما أعرب القادة عن تقديرهم لمشاركة رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني في جلسة مباحثات مشتركة، تم خلالها الاتفاق على وضع خطة عمل للارتقاء بالعلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة.
ختام قمة البحرين يرسخ وحدة المصير الخليجي
أكد قادة الخليج في ختام قمة البحرين ضرورة تطوير آليات التعاون المؤسسي، وتوسيع آفاق التضامن الأخوي والتكامل الاستراتيجي، بما يضمن الأمن والازدهار المستدام لدول المجلس وشعوبها.
وجاء الختام برسالة واضحة مفادها التزام خليجي راسخ ببناء مستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا، في ظل منطقة آمنة مزدهرة وعالم أكثر عدلًا ورخاءً.

