الإنترنت يربي مجرمين صغار.. الأطفال يتحولون إلى مجرمين قبل سن المراهقة
في ظل تصاعد حالات العنف والتحرش ضد الأطفال، يطل خبراء الصحة النفسية لتحذير المجتمع من تبعات تغيّرات جديدة في البيئة الأسرية والاجتماعية والتكنولوجية الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، يصف المشهد الحالي بأنه مؤشر خطير على فشل بعض الآليات التربوية التقليدية، محذرًا من أن وسائل التواصل والإنترنت باتت عاملًا مركزيًا في تكوين سلوكيات منحرفة لدى الأطفال، قد تتحول إلى أنماط عدوانية متجذرة.
الأسرة ودورها المتراجع… الحضور العاطفي أهم من الرفاهية
أكد الدكتور هندي أن تفاقم جرائم العنف والتحرش لا يمكن تفسيره بمعزل عن التغيرات الاجتماعية، مشيرًا إلى أن الأسرة لم تعد تقوم بدورها التربوي بشكل فعال.
وقال:
"وجود أب وأم حاضرين ومتابعين للطفل أهم من أي أجهزة أو رفاهيات، فالحضور العاطفي يخلق توازنًا نفسيًا وسلوكيًا لا تعوضه أي مقتنيات مادية".
وأشار إلى أن الأسر كثيرة العدد قد تفقد القدرة على متابعة أطفالها بشكل يومي، ما يؤدي إلى خلل سلوكي قد يتحول إلى عنف أو عدوانية لاحقًا.
الإنترنت… مصنع السلوكيات العدوانية
أوضح استشاري الصحة النفسية أن الإنترنت أصبح المؤثر الأكبر في تشكيل سلوكيات الأطفال، حيث يقومون بتقليد الشخصيات التي يشاهدونها، سواء على منصات التواصل أو الألعاب الإلكترونية، ما يؤدي إلى إعادة إنتاج أنماط العنف والجريمة.
وأضاف:
"المحتوى العنيف يحوّل الطفل من شخص عادي إلى شخص 'متوحش'، يكرر السلوكيات التي يراها دون فهم للعواقب، ويصبح جزءًا من دائرة متكررة من العنف."
سلوك الأطفال في بيئة غير مراقبة
أشار الدكتور هندي إلى أن الطفل في غياب المراقبة الفعلية والتوجيه الأسري يصبح عرضة لتبني سلوكيات منحرفة، سواء كانت اعتداء لفظي أو جسدي، موضحًا أن الانشغال بالهواتف والأجهزة الرقمية غالبًا ما يحل محل الحضور الأبوي والمراقبة المباشرة، ما يعزز انفصال الطفل عن الواقع ويعمّق سلوكيات العنف.
ضرورة تكاتف الأسرة والمجتمع
تنظيم برامج توعية للأطفال حول مخاطرة المحتوى العنيف.
تفعيل دور المدارس والمراكز المجتمعية في توجيه السلوكيات الإيجابية.