رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

كارثة سومطرة تتفاقم: ارتفاع قتلى فيضانات إندونيسيا لأكثر من 750 ومليون مُهَجَّر في ساعات

كارثة سومطرة
كارثة سومطرة

كارثة إنسانية تشتد فوق جزيرة سومطرة بعد فيضانات وانهيارات أرضية غير مسبوقة ضربت مناطق واسعة في الشمال والغرب، وحولت مدناً كاملة إلى مسطحات مائية معزولة عن العالم.

مشاهد الفوضى والذعر تسيطر على مخيمات الإجلاء التي ضمت مليون شخص خلال أيام قليلة، بينما تتزايد المخاوف من أزمة غذاء ومرض تهدد الناجين. 

تصاعد التحذيرات الإقليمية والدولية يشير إلى أن ما يحدث ليس مجرد حدث طبيعي، بل نتيجة مباشرة لتقلبات مناخية باتت أكثر قسوة وشدة في جنوب وجنوب شرق آسيا.

فيضانات إندونيسيا 
فيضانات إندونيسيا 

ارتفاع مأساوي في أعداد الضحايا والمفقودين

حصيلة القتلى وصلت إلى 753 شخصاً حتى صباح الثلاثاء، وفق ما أعلنته وكالة إدارة الكوارث الإندونيسية، بينما لا يزال 504 أشخاص مفقودين وسط ظروف ميدانية تعرقل عمليات البحث. 

وتكشف الزيادة الحادة مقارنة بحصيلة يوم الاثنين، التي بلغت 604 قتلى، حجم الدمار الهائل الذي خلفته الفيضانات خلال ساعات قليلة. 

عوامل الطبيعة المفاجئة للسيول وانزلاق التربة ساهمت في ارتفاع أعداد الضحايا، خاصة في القرى المحاصرة بين الجبال والوديان.

تأثير واسع يطال ملايين السكان بعد كارثة سومطرة 

الأزمة الإنسانية اتسعت لتشمل 3.2 مليون شخص تأثروا مباشرة بالفيضانات، بينما أصيب 2,600 في مناطق مختلفة من سومطرة.

وعمليات الإجلاء شملت مليون شخص نقلوا إلى مخيمات مؤقتة وسط ظروف قاسية ونقص في الخدمات الأساسية. 

وتصف فرق الإغاثة الوضع بأنه "الأسوأ منذ عقود"، مع استمرار تعطل الطرق الرئيسية والجسور الحيوية التي تربط المناطق الريفية بالمراكز الحضرية.

فيضانات إندونيسيا
فيضانات إندونيسيا

فيضانات إندونيسيا.. جهود الإنقاذ تواجه عزلة وانهياراً في البنية التحتية

طرق رئيسية في شمال سومطرة انهارت تحت ضغط السيول الجارفة، تاركة مجتمعات كاملة معزولة عن العالم الخارجي. 

فرق الإنقاذ تعمل تحت ظروف صعبة، بينما تعتمد بعض القرى على المساعدات الجوية باعتبارها الوسيلة الوحيدة للوصول. 

وتؤكد السلطات أن بعض المناطق لا تزال "غير قابلة للوصول" بسبب الانهيارات الأرضية العنيفة وانقطاع الجسور.

أزمة غذاء حادة تضرب آتشيه وسط ارتفاع جنوني للأسعار

أسواق إقليم آتشيه تواجه نقصاً حاداً في الأرز والخضروات والسلع الأساسية بعد انقطاع خطوط الإمداد، فيما ارتفعت الأسعار إلى ثلاثة أضعاف. 

الإغاثة الإسلامية أعلنت إرسال 12 طناً من المساعدات الغذائية العاجلة، محذرة من مجاعة محتملة إذا لم تُستأنف حركة الإمدادات خلال أسبوع واحد. 

ويعيش السكان في حالة قلق شديدة مع استمرار انقطاع الكهرباء وخدمات المياه في العديد من المناطق المتضررة.

استجابة حكومية عاجلة لتعويض الانهيار اللوجستي

الحكومة الإندونيسية أعلنت إرسال 34 ألف طن من الأرز و6.8 ملايين لتر من زيت الطهي إلى آتشيه وسومطرة الشمالية والغربية، في محاولة لاحتواء الأزمة الغذائية المتفاقمة. 

كما تعمل الوزارات المختصة على تشغيل ممرات إنسانية مؤقتة لضمان وصول المساعدات إلى المناطق المعزولة.

تحذيرات أممية من تفشي الأمراض وتفاقم الكارثة

منظمة الصحة العالمية دفعت بفرق استجابة سريعة وإمدادات طبية حرجة إلى المناطق المنكوبة، مع تعزيز أنظمة مراقبة الأمراض. 

مدير المنظمة تيدروس أدهانوم جيبرييسوس ربط الكارثة بتغير المناخ، مؤكداً أن تكرار الظواهر الجوية العنيفة أصبح "أكثر تواتراً وشدة" حول العالم.

شهادات مروّعة من ناجين فقدوا كل شيء

مشاهد وصفها ناجون بأنها "ليلة لا تُنسى"، بعدما وصلت المياه بشكل مفاجئ وجرفت المنازل والطرق. 

الطالبة جهيتسا زاهيرا كاهياني، 17 عاماً، روت كيف اضطر مئات الطلاب للهرب ليلاً، بينما تمسك البعض بالأشجار وسقف المسجد كي ينجوا من الغرق. 

غياب التحذير المسبق زاد من حجم الفاجعة، وأدى إلى فقدان عائلات بأكملها.

عواصف نادرة تضرب المنطقة وتعزز حجم الكارثة

العاصفة المدارية النادرة التي تشكلت في مضيق ملقا كانت سبباً مباشراً في تضاعف الأمطار الموسمية، ما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة من سومطرة وجنوب تايلاند حيث بلغ عدد القتلى 181 شخصاً. 

وعلى الجانب الآخر، تعرضت سريلانكا لعاصفة مختلفة "ديتواه"، التي خلفت 410 قتلى و336 مفقوداً، ما دفع الرئيس أنورا كومارا ديساناياكا لإعلان حالة الطوارئ.

تم نسخ الرابط