رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

البرهان يحسم الموقف: لا تسوية في السودان قبل تفكيك الدعم السريع

البرهان
البرهان

تتصاعد نبرة التصعيد في السودان مع استمرار حالة الانقسام بين الجيش وقوات الدعم السريع، بينما تتكثف الضغوط الدولية لفرض هدنة إنسانية جديدة. 

وتكشف تصريحات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان عن مرحلة سياسية حساسة، تؤكد أن مسار الحل لا يزال بعيداً عن التوافق، في ظل تمسك كل طرف بمواقفه وتبادل الاتهامات حول استغلال الهدن وتغيير موازين القوى على الأرض.

البرهان يتمسك بشروطه ويرفض أي حل بلا تفكيك الدعم السريع

أطلق رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان موقفاً حاسماً الاثنين، مؤكداً عدم قبول أي حل لا يشمل تفكيك قوات الدعم السريع ونزع سلاحها بالكامل. 

وجاءت تصريحاته خلال مشاركته في فعالية لتأبين قتلى حركة تحرير جيش تحرير السودان، حيث دعا إلى "صياغة الدولة من جديد وفق أسس حقيقية".

أكد البرهان الترحيب بكل من يرغب في حمل السلاح للقتال إلى جانب الجيش ضد ما سماه "التمرد"، مشدداً على أن الهدف النهائي يتمثل في تخليص السودان من الظلم والمآسي.

وتعكس هذه التصريحات إصراراً على الحسم العسكري رغم المبادرات الدولية المتتالية التي تدعو إلى تهدئة فورية.

الدعم السريع يجدد الالتزام بالهدنة ويرد باتهامات مضادة

أعلنت قوات الدعم السريع على لسان ناطقها الرسمي التمسك بالهدنة الإنسانية التي أعلنتها من جانب واحد في 24 نوفمبر الماضي، وتمتد لثلاثة أشهر. 

وأكد البيان التزام الحركة "الثابت" بالتهدئة، لكنه اتهم الجيش باستغلال الهدنة لمواصلة هجماته على عدد من المدن والقرى.

أفادت قوات الدعم السريع أيضاً بالتصدي لهجوم شنه الجيش السوداني على مواقعها في مدينة بابنوسة بغرب كردفان. 

ويعكس ذلك استمرار العمليات العسكرية على الأرض رغم إعلان الهدنة، ما يشير إلى هشاشة أي تفاهم بين الطرفين في ظل غياب اتفاق مشترك.

واشنطن تضغط ومساعٍ دولية بلا نتائج

أكد مبعوث الرئيس الأميركي إلى أفريقيا، مسعد بولس، في 25 نوفمبر، أن طرفي النزاع غير موافقين على مقترح وقف إطلاق النار المطروح.

ودعا الطرفين إلى قبول خطة واشنطن "من دون شروط مسبقة"، خلال تصريحاته للصحافيين في أبوظبي، مؤكداً الحاجة لإتاحة مساحة إنسانية عاجلة داخل البلاد.

ظهر الموقف الأميركي منسجماً مع مبادرات أخرى تدفع نحو وقف التصعيد، إلا أن الخلافات العميقة بين الجيش والدعم السريع تحول دون تحقيق اختراق. 

ويواصل المجتمع الدولي محاولاته رغم التصلب السياسي والعسكري الذي يميّز مواقف الطرفين.

انتقادات البرهان للوساطة الأميركية والرباعية الدولية

هاجم البرهان في 16 نوفمبر الوساطة الأميركية، معبّراً عن اعتقاده بأنها "غير محايدة". ووجّه انتقادات أيضاً لمقترح الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، مؤكداً تحفظه على ما تطرحه من حلول.

في المقابل، كانت قوات الدعم السريع قد أعلنت في السادس من نوفمبر قبولها مقترح هدنة إنسانية، بعد سيطرتها على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر، وهي آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور بغرب السودان، ما رفع حدة التوتر السياسي والعسكري بين الجانبين.

مبادرة الرباعية رؤية لحل الأزمة بلا تقدم فعلي

كشفت الرباعية الدولية في 12 سبتمبر عن مبادرة شاملة لحل الأزمة السودانية. 

وتضمنت المبادرة هدنة إنسانية لثلاثة أشهر، يليها وقف دائم لإطلاق النار، ثم فترة انتقالية قصيرة تُدار عبر حكومة مدنية، وشددت المبادرة على عدم وجود حل عسكري للأزمة.

ورغم وضوح الخطوط العامة للمبادرة، إلا أن التعثر ظل سيد المشهد مع استمرار القتال وتناقض مواقف طرفي النزاع، ما يجعل الوصول إلى حل شامل أمراً بعيد المنال حالياً.

تم نسخ الرابط