رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

في ذكرى وفاة سامية جمال.. فراشة الرقص الشرقي التي أعادت تعريف الأنوثة على الشاشة

سامية جمال
سامية جمال

في تاريخ الفن المصري، تبقى سامية جمال واحدة من العلامات الفارقة؛ ليست راقصة فقط، بل مدرسة كاملة في التعبير بالحركة، ووجه سينمائي صاغ ملامح جديدة للمرأة الشرقية: قوية، حرة، أنيقة، ومليئة بالحياة.

البدايات من قرية صغيرة إلى أضواء القاهرة

وُلدت سامية جمال عام 1924 في محافظة بني سويف باسم "زينب خليل". عاشت طفولة قاسية بعد انفصال والديها، وانتقلت إلى القاهرة حيث بدأت رحلة البحث عن ذاتها. وهناك، قادتها الصدفة إلى عالم الرقص الشعبي أولًا، قبل أن تصبح واحدة من أهم راقصات الشرق.

قفزتها الكبرى مع بديعة مصابني

انضمت سامية إلى فرقة بديعة مصابني، المدرسة الأهم في صناعة النجمات في الثلاثينيات والأربعينيات، مع الوقت، أثارت إعجاب الجميع بقدرتها على دمج الرقص الشرقي بخطوات غربية مثل التانجو والسالسا، مما صنع أسلوبًا جديدًا وساحرًا أثّر في شكل الرقص لسنوات طويلة.

ثنائية النجاح مع فريد الأطرش

لمعت سامية جمال سينمائيًا بشكل أكبر بعد بداية رحلتها مع الفنان فريد الأطرش، سواء على مستوى الفن أو الحياة.

قدما سويًا أفلامًا أصبحت علامات بارزة، بينها حبيب العمر، آخر كدبة، عفريتة هانم كانت سامية في هذه الأفلام الوجه الشرقي الأنيق الذي يتحرك بخفة وذكاء، بينما صنع فريد لها موسيقى تليق بموهبتها.

النجمة التي عبرت إلى العالمية

في الأربعينيات والخمسينيات، قدمت سامية عروضًا في فرنسا وأمريكا، وأصبحت من أوائل الراقصات الشرقيات اللاتي وقفن على مسارح عالمية، كما أن ظهورها في الفيلم الأمريكي Ali Baba and the Forty Thieves شكّل خطوة مهمة في مسيرتها الدولية، ورسخ صورتها كراقصة عالمية وليست فقط عربية.

زواجها من رشدي أباظة علاقة مضيئة رغم النهاية

تزوجت سامية جمال من الفنان رشدي أباظة عام 1962 في واحدة من أشهر قصص الحب في الوسط الفني، كانت العلاقة مليئة بالشغف والدعم المتبادل، واستمرت سنوات قبل أن تنتهي بالانفصال، لكنها بقيت علاقة خاصة في حياة الاثنين.

عودة قوية ثم اعتزال هادئ

في السبعينيات، عادت سامية جمال إلى الرقص بعد فترة اعتزال قصيرة، ظهرت بكامل أناقتها ورشاقتها رغم تقدمها في العمر، وقدمت عروضًا تلقاها الجمهور بحفاوة، قبل أن تقرر الاعتزال النهائي في بداية الثمانينيات، مفضلة الخروج من الأضواء بكامل احترمها ورونقها.

وفاة سامية جمال 

رحلت سامية جمال في ديسمبر 1994، لكنها تركت إرثًا فنيًا ضخمًا، وأسلوبًا في الرقص لم تستطع أي راقصة بعد ذلك تجاهله، هي الفنانة التي مزجت الأنوثة بالقوة، والشرقي بالغربي، والبساطة بالأناقة، لتبقى حتى اليوم "فراشة الرقص الشرقي" الأولى بلا منافس.

تم نسخ الرابط