رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

أوروبا تضغط على إسرائيل: إدانة لعنف المستوطنين ومطالبة بحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية

المستوطنين بالضفة
المستوطنين بالضفة الغربية

تشهد الساحة الدولية موجة استنكار جديدة عقب تصاعد أعمال العنف التي ينفذها المستوطنون ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، في وقت تطالب فيه دول أوروبية بارزة تل أبيب بتحمل مسؤولياتها القانونية. 

وتتزامن هذه الإدانات مع خطوة إسرائيلية نادرة تمثلت في توجيه تهمة الإرهاب لمستوطن اعتدى على فلسطينية.

إدانة أوروبية قوية لعنف المستوطنين المتصاعد

دانت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا بشدة موجة العنف المتزايدة التي يمارسها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. 

أصدر وزراء خارجية الدول الأربع بياناً مشتركاً أكد رفضهم القاطع لاعتداءات المستوطنين، محذرين من تأثير هذه الهجمات على الجهود الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.

أكد الوزراء أن الوضع في الضفة الغربية وصل إلى مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، مشيرين إلى أن استمرار الهجمات يعرقل أي محاولة لإحياء مسار السلام ويزيد من التوترات في الأراضي المحتلة منذ عام 1967.

دعوة صريحة لإسرائيل للالتزام بالقانون الدولي

أوضح وزراء الخارجية الأربعة أن إسرائيل مطالبة وفق القانون الدولي بحماية المدنيين الفلسطينيين من الاعتداءات، مؤكدين أن ما يحدث على الأرض يمثل تهديداً للاستقرار الإقليمي. 

https://x.com/GermanyDiplo/status/1994094820348842033?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1994094820348842033%7Ctwgr%5Ebaef5def448ec1678e61f55c51cd6f275f1b47a0%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Ftelegram.org%2Fembed

جاء في البيان: "هذه الهجمات يجب أن تتوقف فوراً، إنها تزرع الرعب بين المدنيين وتقوض الجهود المبذولة لإحلال السلام وضمان الأمن حتى لدولة إسرائيل نفسها".

أشار الوزراء إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وثّق 264 هجوماً خلال شهر أكتوبر وحده، وهو أعلى رقم تسجله المنظمة منذ بدء إحصاء هذه الوقائع عام 2006، ما يعكس خطورة التطورات الجارية.

مطالبات بمحاسبة المعتدين وإنهاء الإفلات من العقاب

حثّ البيان قادة إسرائيل، بمن فيهم الرئيس إسحق هرتسوج ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على اتخاذ خطوات عملية لحماية الفلسطينيين ومحاسبة مرتكبي الاعتداءات. 

شدد الوزراء على أن الإدانات العلنية غير كافية ما لم تُترجم إلى إجراءات تنفيذية توقف ما وصفوه بـ"الانفلات الاستيطاني".

ترحيب أوروبي بموقف أميركي ضد ضم الضفة

أبدى الوزراء الأوروبيون ترحيبهم بما وصفوه بـ"المعارضة الواضحة" للرئيس الأميركي دونالد ترامب لخطة ضم الضفة الغربية. 

وجددوا رفضهم لأي خطوة تؤدي إلى ضم الأراضي الفلسطينية، سواء بشكل رسمي أو فعلي، مؤكدين أن بناء المستوطنات يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

اتهامات إرهابية نادرة ضد مستوطن اعتدى على فلسطينية

أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية توجيه تهم إرهابية لمستوطن يبلغ من العمر 24 عاماً بعد اعتدائه بعنف على امرأة فلسطينية ملقاة على الأرض في الضفة الغربية. 

وصف البيان الرسمي الاعتداء بأنه "عمل إرهابي ينطوي على إيذاء جسدي جسيم متعمد"، في خطوة نادرة الحدوث في القضايا المتعلقة بالمستوطنين.

أوضحت الوزارة أن المستوطن هاجم المرأة وعدداً من قاطفي الزيتون مستخدماً عصا خشبية، ما تسبب بإصابتها بجروح خطيرة في الرأس والجسم. 

وأشارت إلى أن الحادثة وقعت في قرية ترمز عجة قرب رام الله، وأن مشاهد الاعتداء وثقها متطوع أجنبي كان موجوداً لحماية المدنيين، وانتشر الفيديو سريعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

إدانة إسرائيلية رسمية بعد انتشار الحادثة

أدان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاعتداء بأشد العبارات، وهاجم ما وصفه بـ"محاولات مجموعة متطرفة تطبيق القانون بنفسها". 

وأكد عزمه التدخل شخصياً لمعالجة هذه الحوادث، في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة.

تصاعد العنف في الضفة الغربية وسط سياق إقليمي ملتهب

يشهد الوضع في الضفة الغربية تصاعداً مستمراً في وتيرة العنف منذ بدء الحرب في غزة قبل أكثر من عامين، إلى جانب استمرار الاحتلال الإسرائيلي لكل من الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة منذ حرب 1967. 

ويعيش في الضفة ثلاثة ملايين فلسطيني إلى جانب نحو 500 ألف مستوطن، في بيئة مشحونة بالتوتر والعنف وتضارب السياسات.

تم نسخ الرابط