فرنسا تضغط على طهران: دعوة للتعاون مع الوكالة الذرية والعودة إلى المفاوضات النووية
تجددت الضغوط الدبلوماسية الغربية على إيران، بعدما كشفت الخارجية الفرنسية فحوى اللقاء الذي جمع وزير الخارجية جان نويل بارو بنظيره الإيراني عباس عراقجي في باريس، حيث عبّرت فرنسا بوضوح عن قلقها العميق من مسار البرنامج النووي الإيراني، ودعت طهران إلى استئناف التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإحياء المسار التفاوضي المتوقف.
باريس تؤكد مخاوفها من تسارع الأنشطة النووية
أبدى الوزير الفرنسي خلال لقائه بالوفد الإيراني مخاوف جدية تتعلق بتوسع الأنشطة النووية الإيرانية، مؤكداً أن باريس وشركاءها الأوروبيين والأميركيين يرون أن الوضع الحالي يتطلب التزاماً فورياً من طهران بكافة تعهداتها.
وشدد بارو على ضرورة تزويد الوكالة الذرية بالمعلومات الدقيقة حول مستويات تخصيب اليورانيوم، والسماح بوصول المفتشين دون قيود إلى المنشآت النووية الحساسة.
فرنسا تدعو طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات
أكد الوزير الفرنسي التزام باريس بالمسار الدبلوماسي كخيار رئيسي لمنع امتلاك إيران سلاحاً نووياً.
وأوضح أن الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار يتمثل في العودة السريعة للمفاوضات "من أجل اتفاق صلب ودائم"، يضمن بشكل لا لبس فيه عدم سعي إيران لتطوير قدرات عسكرية نووية.
طهران تعلن استعدادها مشروطاً للحوار
جدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، موقف بلاده من التفاوض عبر منشور على حسابه في “إكس”، حيث أكد استعداد طهران لخوض مفاوضات "جادة لا مصطنعة".
لكنه شدد أن نتائج أي حوار يجب ألا تُفرض مسبقاً من الجانب الأميركي.
واعتبر لاريجاني أن محاولة واشنطن تصوير نفسها كقوة مركزية لا غنى عنها في أي عملية سياسية دولية "خداع للذات"، معتبراً أن أي تفاوض لن ينجح إذا لم تعتمد الولايات المتحدة مقاربة متوازنة.
قرار دولي جديد يزيد الضغط على إيران
جاءت هذه المواقف تزامناً مع تأكيد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً يدعو إيران إلى "التعاون الكامل والسريع"، وتقديم معلومات دقيقة بشأن مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى مستويات تقترب من العتبة العسكرية.
كما نص القرار على ضرورة السماح بوصول المفتشين إلى المواقع النووية كافة، في خطوة اعتبرتها طهران ضغطاً سياسياً لا يخدم الحوار.
فشل المفاوضات السابقة وتصاعد التوتر
شهد العام 2025 خمس جولات من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران برعاية سلطنة عمان، دون التوصل إلى نتائج حاسمة.
ومع بدء استعداد الوفد الإيراني للجولة السادسة، وقع تطور دراماتيكي عندما شنت إسرائيل هجوماً مفاجئاً على الأراضي الإيرانية، لتلتحق بها الولايات المتحدة عبر تنفيذ غارات جوية على منشآت نووية داخل العمق الإيراني، ما أدى إلى انهيار المسار الدبلوماسي بشكل كامل.
آفاق المرحلة المقبلة
تبدو المفاوضات النووية أمام منعطف حاسم، مع استمرار الضغوط الأوروبية وعودة الحراك الدبلوماسي من جانب فرنسا، مقابل موقف إيراني يشترط رفع الإملاءات الأميركية.
ويبقى مستقبل الحوار رهناً بمدى استعداد طهران للتعاون مع الوكالة الدولية، وبقدرة واشنطن على تقديم ضمانات يمكن أن تعيد الأطراف إلى طاولة المباحثات من جديد.

