رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

لافروف يلوّح برفض الخطة الأميركية المعدلة: اتهامات بالتسريب وتحذير من طمس «اتفاق ألاسكا»

وزير الخارحية الروسي
وزير الخارحية الروسي سيرجي لافروف

تفتح تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف فصلاً جديداً في الجدل الدائر حول الخطة الأميركية المعدّلة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بعدما وجّه انتقادات حادة لمن وصفهم بـ«مروجي التسريبات» الذين يسعون  حسب قوله إلى تقويض جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإعادة صياغة المبادرة بما يخدم رؤيتهم الخاصة. 

وتزامنت هذه التصريحات مع تلميحات روسية واضحة بأن موسكو قد ترفض النسخة الأميركية الجديدة إذا لم تلتزم بما جرى التفاهم عليه خلال قمة ألاسكا. وفي المقابل، برزت ملاحظات أوكرانية حول تعديلات وصفت بأنها «جيدة» في النسخة المنقّحة، وسط تأكيدات بأن بعض القضايا الحساسة لا تزال قيد التفاوض.

لافروف يهاجم «التسريبات» ويشكك في النوايا الأميركية

يعلن سيرجي لافروف أن موسكو تنتظر من واشنطن نسخة رسمية عن خطة السلام التي تؤكد الإدارة الأميركية أنها منسّقة مع الأوروبيين والأوكرانيين، مؤكداً أن بلاده لم تتسلم أي وثيقة معتمدة حتى الآن. 

ويشير لافروف إلى أن أطرافاً تسعى عمداً إلى تسريب بنود المقترح لإثارة ضجة إعلامية تهدف من وجهة نظره إلى تقويض جهود ترامب وإعادة صياغة المبادرة وفق مصالحها الخاصة.

ويعتبر لافروف أن دراسة الوثائق في أجواء مشحونة بالتسريبات لن تسهم في تقدم العملية التفاوضية، بل ستزيد الخلافات، محذراً من أن موسكو ستعيد النظر في موقفها إذا جرى تعديل ما جرى الاتفاق عليه سابقاً خلال قمة ألاسكا.

تلميح روسي برفض الخطة المعدلة

يوضح لافروف أن قنوات الاتصال مع الجانب الأميركي لا تزال مفتوحة، إلا أن موسكو تنتظر نسخة «وسيطة» نهائية بعد استكمال تنسيق النص بين واشنطن وأوروبا وكييف. 

ويشدد على أن أي محاولة لطمس التفاهمات التي خرجت من قمة ألاسكا ستغيّر «الوضع بالكامل»، في إشارة واضحة إلى إمكانية رفض الخطة المنقّحة.

ويأتي هذا الموقف بعد ساعات من إشادة أولية صدرت عن الكرملين بخطة السلام التي أعلنها ترامب الأسبوع الماضي، رغم تأكيد المتحدث ديميتري بيسكوف أن موسكو لم تتلق نسخة معدّلة من المقترح، وأنها ما تزال بانتظار التفاصيل الأميركية الجديدة.

كييف تؤكد تعديلات «جيدة» وتكشف تقليص البنود

يعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن النسخة المنقّحة من الخطة الأميركية تتضمّن تعديلات جيدة من وجهة نظر كييف، رغم وجود قضايا حساسة سيبحثها لاحقاً مع نظيره الأميركي. 

ويكشف النائب الأول لوزير الخارجية الأوكراني سيرجي كيسليتسيا أن المقترح الأميركي تم تخفيض عدد بنوده من 28 إلى 19 خلال محادثات جرت قبل أيام في جنيف.

ويشير مصدر مطلع إلى أن المسودة الجديدة ألغت البند المتعلق بتحديد سقف الجيش الأوكراني (النسخة الأولى طالبت بخفضه إلى 600 ألف)، كما استبعدت أي حديث عن «عفو شامل» عن الجرائم المرتكبة خلال الحرب، وهو ما كان مثار جدل واسع في أوكرانيا.

بنود الخطة الأصلية: تنازلات مؤلمة واشتراطات روسية

تظهر النسخة الأولى من المقترح الأميركي بنوداً مثيرة للجدل، من بينها مطالبة كييف بالتخلي عن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس، مقابل نزع السلاح في منطقتي خيرسون وزابوروجيا.

وتدعو الخطة كذلك إلى تخلي أوكرانيا عن السعي للانضمام إلى الناتو، وتقليص حجم القوات المسلحة، ومنع نشر أي قوات دولية على أراضيها، وهي شروط تمسّك بها الجانب الروسي منذ بداية الحرب.

كما تضمنت المسودة الأولى بنداً يقضي بإجراء انتخابات عامة في أوكرانيا خلال 100 يوم من وقف الحرب، في محاولة لإعادة ترتيب المشهد السياسي الداخلي بعد التوصل إلى تسوية شاملة.

مشهد تفاوضي معقد يقترب من منعطف جديد

تقود المواقف المتباينة لكل من موسكو وكييف وواشنطن وأوروبا إلى تعقيد المشهد التفاوضي، خصوصاً مع تشديد روسيا على ضرورة الالتزام بما اتُّفق عليه في ألاسكا، مقابل تمسّك الجانب الأوكراني بتعديلات تحافظ على «السيادة والخيارات المستقبلية» للدولة.

وتشير التطورات الأخيرة إلى أن الأيام المقبلة قد تشهد تحركات حاسمة، إما باتجاه بلورة نسخة موحدة من الخطة الأميركية أو الدخول في مرحلة جديدة من التجاذبات إذا قررت موسكو رفض النص المعدل.

تم نسخ الرابط