في ذكرى ميلاد شعبان حسين.. ملامح رجل خفيف الظل لم يُفارقه الوقار
لم يكن الفنّان شعبان حسين من أصحاب النجومية الصاخبة، لكنه كان من أكثر الوجوه المحفورة في ذاكرة الجمهور.
وجه يعرفه الناس قبل أن يتذكروا اسمه، وصوت يسبق ظهوره، وحضور يفرض البساطة والوقار في كل مشهد شارك فيه.
نشأة شعبان حسين
وُلد شعبان حسين عام 1940، وتخرّج في معهد الفنون المسرحية، ليبدأ مشواره الفني من خشبة المسرح، حيث تشكّلت ملامح شخصيته التمثيلية: الهادئة، الرصينة، البعيدة عن المبالغة. ومع الوقت تحوّل إلى واحد من ممثلي الصف الثاني الذين يصنعون اتزان العمل، ويضيفون إليه دون ضجيج.
محطات بارزة في مسيرته
لم يكن حسين صاحب البطولة المطلقة، لكنه كان من أكثر الممثلين حضوراً في الدراما المصرية خلال الثمانينيات والتسعينيات.
ظهر في عشرات الأعمال التي ظلّت راسخة في الذاكرة، أبرزها تعاونه المتكرر في أعمال النجم محمد صبحي، في كل ظهور، كان يجمع بين الطيبة والوقار، وبين حسّ كوميدي خفيف لا يُشبه أحدًا.
ملامح أسلوبه
ما يميز شعبان حسين هو أنه كان ممثلاً "نظيف الأداء" لا يصرخ، لا يبالغ، لا يتكلف، كان يعتمد على تعبيرات الوجه، وذكاء التوقيت، ونبرة الصوت الهادئة التي تحمل في داخلها خيطاً من الكوميديا والشجن معًا.
علاقته بالجمهور
أحبه الجمهور لأنه يشبه الشخصيات الحقيقية التي نراها في حياتنا اليومية: الموظف المحترم، الأب الحكيم، الجار الطيب، الأستاذ الرزين، كان قريبًا من الناس دون أن يسعى لذلك، وبسيطًا في حضوره دون محاولة إثبات الذات.
رحيله
رحل الفنّان شعبان حسين في يناير 2013، بهدوء يشبه طريقته في الحياة والتمثيل. لم يصنع ضجة، ولم يترك وراءه معارك، لكنه ترك وجوهًا كثيرة تبتسم بمجرد تذكر مشاهده.