في ذكرى وفاة محمد رحيم.. ملحن عاش للفن ورحل في صمت
في حياة كل جيل موسيقي، يظهر اسم يغيّر في شكل الأغنية ويعيد صياغة ذوق الجمهور، وفي جيل الألفينات، كان ذلك الاسم هو محمد رحيم؛ الملحن الذي دخل البيوت من خلال ألحانه قبل أن يعرف الجمهور ملامحه، والذي أصبح شريكًا ثابتًا في نجاح أكبر مطربي مصر والوطن العربي.
نشأة محمد رحيم
وُلد محمد رحيم في 9 ديسمبر 1979 في محافظة كفر الشيخ، قبل أن ينتقل إلى القاهرة في مرحلة الدراسة الثانوية، خطوة كانت بداية التحوّل الحقيقي في حياته. التحق بكلية التربية الموسيقية عام 1997، وهناك بدأ وعيه الموسيقي يتشكل، وتعرف على عالم التلحين من زاوية مختلفة.
أولى محطات اكتشافه كانت مشاركته في ندوة حضرها الفنان حميد الشاعري، الذي تنبّه لموهبته وشجّعه، لتبدأ بعدها أولى الخطوات الفعلية في مشوار طويل.
بداية بصمته الفنية
عام 1998، وهو لا يزال شابًا، صنع أول بصمة له عندما لحّن أغنية "وغلاوتك" في ألبوم عودوني لعمرو دياب، من هنا بدأ الجمهور يسمع اسمه، حتى قبل أن يتعرّف على شكله. بصمته اللحنية كانت واضحة: جُمل بسيطة لكن مدهشة، إحساس عالي، وقدرة على تقديم اللون الرومانسي والدرامي واللايت بذكاء موسيقي نادر.
صانع محطات النجاح
لم يكن رحيم مجرد ملحن يقدّم أغنية وينصرف. كان جزءًا من تكوين هوية صوتية لعدد كبير من الفنانين، عمل مع عمرو دياب، وقدّم له ألحانًا أصبحت علامات في مشواره؛ ومع إليسا التي تعتبره شريكًا في أهم نجاحاتها؛ ومع شيرين عبدالوهاب التي قدّم لها روائع تركت أثرًا في الجمهور؛ إلى جانب تعاونات مع تامر حسني، محمد حماقي، أصالة، نوال الزغبي، نانسي عجرم، ومحمد منير.
حتى في الدراما، صنع بصمته الخاصة من خلال ألحان مسلسلات مؤثّرة لاقت نجاحًا كبيرًا.