عائلة موتهود الهندية.. كيف وصلت لثروة من الذهب تفوق احتياطات دول العالم؟
على مدار قرن تقريبا، تحولت عائلة هندية واحدة إلى ظاهرة اقتصادية غير مسبوقة، بعدما بنت ثروة هائلة مستندة إلى شغف تاريخي بالذهب، حتى أصبحت تمتلك كميات من المعدن الأصفر تفوق ما تحتفظ به بعض البنوك المركزية حول العالم.
عائلة "موتهود"، التي قادت شركة عائلية صغيرة إلى مؤسسة مالية عملاقة تدير مئات الأطنان من الذهب، وتحقق ثروة تتجاوز 13 مليار دولار، وفق تقرير لوكالة بلومبيرج.

أكبر مخزون من الذهب في العالم
فمنذ آلاف السنين، ارتبط الذهب بالهوية الاجتماعية والثقافية للهن، حيث إن الهند تمتلك اليوم أكبر مخزون من الذهب في المنازل بالعالم، يقدر بأكثر من 34 ألف طن، بقيمة تقارب 3.8 تريليون دولار، أي ما يفوق احتياطات الولايات المتحدة وأوروبا والصين مجتمعين.
وامتد هذا الهوس من طقوس دينية مثل "بنتيراس" إلى تقاليد الزواج، حيث يعد الذهب ركناً أساسياً في مهر العروس والمجوهرات الثقيلة التي تشكل رمزاً للوجاهة والأمان المالي.
شركة عائلية عمرها 90 عاماً
انطلقت مجموعة موتهود قبل نحو 90 عاماً كعمل عائلي بسيط يمنح قروضاً سريعة مقابل المجوهرات، ورغم بساطة الفكرة، فإنها لاقت إقبالاً واسعاً، حيث كانت الأسر الهندية تنظر للذهب المختزن في البيوت كوسيلة تمويل جاهزة عند الحاجة.
ومع مرور الوقت، تحولت الشركة إلى إمبراطورية مالية لها آلاف الفروع داخل القرى والأحياء الشعبية، حيث يستطيع أي فرد إحضار مجوهراته والحصول على قرض خلال دقائق.

ثروة تتجاوز 13 مليار دولار
ومع الارتفاع الكبير في أسعار الذهب خلال السنوات الأخيرة، حيث قفزت الأسعار بأكثر من 73%، قفزت ثروة العائلة بشكل غير مسبوق، كما ارتفع الطلب على القروض الذهبية بنسبة 35%، مما ضاعف إيرادات الفائدة المتدفقة إلى الشركة.
وسجل سهم "موتهود" رقماً قياسياً، بينما تجاوزت ثروة العائلة 13 مليار دولار، لتصبح واحدة من الأغنى في آسيا.
209 أطنان ذهب
ووصلت محفظة موتهود للقروض الذهبية إلى 1.25 تريليون روبية، وتعتمد على ضمانات معدنية ضخمة يصل وزنها حالياً إلى 209 أطنان، أي أكثر مما تحتفظ به سنغافورة من الذهب رسمياً.
ورغم ضخامة النشاط، فإن نسبة التعثر في السداد لا تتجاوز 2.3%، بينما تمتلك الشركة نظام مزادات جاهزاً لبيع الذهب في حال تخلف العملاء عن السداد، مما يضمن استمرار تدفق الأرباح.



