رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

غموض حول مسار الفائدة الأمريكية.. الفيدرالي بين التثبيت أو الخفض في ديسمبر

الفيدرالي الأمريكي
الفيدرالي الأمريكي

تشهد الأسواق المالية حالة من الانقسام بين المؤسسات العالمية بشأن ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيختار خفض أسعار الفائدة في ديسمبر المقبل، أو سيبقيها عند مستوياتها الحالية، في ظل بيانات متباينة حول سوق العمل الأمريكي الأسبوع الماضي، مما زاد من حالة الضبابية حول مستقبل السياسة النقدية.

تقرير الوظائف يربك التوقعات

وأظهر التقرير الشهري الأخير لسوق العمل الأمريكي نموًا في عدد الوظائف بأعلى من المتوقع في سبتمبر، مسجلاً إضافة 119 ألف وظيفة في القطاعات غير الزراعية، مقارنة بتوقعات اقتصادية كانت تشير إلى 53 ألف وظيفة فقط.

ورغم هذا النمو، ارتفع معدل البطالة إلى 4.4% مقابل 4.3% في أغسطس، وهو أعلى مستوى له خلال أربع سنوات، مما أضاف عنصر عدم اليقين حول توجهات الفيدرالي المقبل.

محضر الفيدرالي الأميركي يُظهر انقساماً حول خفض الفائدة وسط حذر بشأن التضخم

البنوك العالمية تعيد النظر في توقعاتها

كما عدلت عدة بنوك عالمية مثل جي بي مورجان وستاندارد تشارترد توقعاتها السابقة بشأن خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، معتبرة أن قوة سوق العمل تشير إلى قدرة الاقتصاد على استيعاب تباطؤ الصيف الماضي.

وفي المقابل، بقيت بنوك مثل دويتشه بنك وسيتي بنك وويلز فارجو وبي إن بي باريبا متمسكة بتوقع خفض الفائدة، لكنها أشارت إلى ارتفاع احتمالات تثبيتها. 

ويعتقد محللو سيتي أن الارتفاع الأخير في معدل البطالة قد يدعم بعض أعضاء الفيدرالي الذين يميلون إلى خفض جديد، بينما تحذر مؤسسات مثل ستاندارد تشارترد من أن بيانات الوظائف الأقوى قد تدفع البنك المركزي إلى التريث قبل الاجتماع القادم في ديسمبر.

كما استمرت مؤسسات مثل نومورا وبنك أوف أمريكا جلوبال ريسيرش في توقعاتها بعدم حدوث خفض، رغم أن بنك أوف أمريكا أشار إلى أن خفض الفائدة لم يعد سيناريو بعيد الاحتمال كما كان في السابق.

مؤسسات مالية كبرى: الفيدرالي الأمريكي سيرفع سعر الفائدة 5 مرات - جريدة المال

تصريحات الفيدرالي تزيد حالة الغموض

وأثار جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، حالة من عدم اليقين أيضا، بعدما أشار إلى أن البنك قادر على خفض الفائدة قريبًا دون تهديد هدف التضخم.

وأوضح ويليامز أن التقدم في خفض التضخم توقف مؤقتًا، وأن العودة إلى مستوى التضخم المستهدف 2% تتطلب متابعة دقيقة، مع الإشارة إلى أن سوق العمل بدأ يظهر علامات ليونة بعد ارتفاع معدل البطالة إلى 4.4%، وهو مستوى مشابه لما كان قبل جائحة كورونا.

تراجع توقعات تثبيت الفائدة

وانعكس الانقسام بين المؤسسات على توقعات المتداولين، حيث أظهرت بيانات متابعة الفائدة الأمريكية على موقع "إنفستنج" أن الأسواق كانت تسعر احتمال 67.1% للإبقاء على الفائدة دون تغيير في ديسمبر بعد صدور بيانات الوظائف، ولكن بعد تصريحات ويليامز، تراجعت توقعات تثبيت الفائدة إلى نحو 50%، وزادت رهانات الأسواق على إمكانية خفض الفائدة، معتبرة أن تصريحاته تميل نحو سياسة نقدية أكثر تيسيرًا.

تم نسخ الرابط