كارثة سياحية في إسطنبول: وفاة عائلة ألمانية من أربعة أفراد بسبب تسمم غامض يهز الرأي العام
حالة صدمة تجتاح الأوساط التركية والألمانية بعدما انتهت رحلة سياحية قصيرة إلى إسطنبول بفاجعة غير متوقعة، راح ضحيتها أسرة كاملة من أربعة أفراد.
حادثة التسمم التي بدأت بأعراض بسيطة تحولت خلال أيام قليلة إلى مأساة حقيقية، لتفتح باب التساؤلات حول معايير السلامة الغذائية في بعض الفنادق والمحال السياحية داخل المدينة الأشهر في تركيا.
فاجعة تتفاقم برحيل الأب بعد زوجته وطفليه
ارتفعت حصيلة التسمم داخل أحد فنادق منطقة الفاتح التاريخية في إسطنبول إلى أربع وفيات، بعد وفاة الأب سيرفيت بوجيك (40 عاماً) ليلة الاثنين، ليلحق بزوجته وطفليه اللذين سبقاه بأيام.
العائلة كانت تقضي عطلة قصيرة بعد قدومها من ألمانيا مطلع نوفمبر، قبل أن تتحول رحلتها إلى مأساة تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي.
قصة عائلة بدأت رحلة وانتهت بكارثة
وصلت العائلة الألمانية ذات الأصول التركية إلى إسطنبول في التاسع من نوفمبر، سعياً لقضاء إجازة خفيفة قبل العودة إلى حياتهم اليومية.
إقامة هادئة في فندق بمنطقة الفاتح لم تستمر طويلاً، بعدما ظهرت على أفراد الأسرة أعراض حادة مساء 11 نوفمبر، تمثلت في الغثيان والقيء وفقدان الوعي.
أعراض قاتلة تطيح بالطفلين أولاً
نُقل الطفلان قادر محمد (6 أعوام) وماسال (3 أعوام) إلى مستشفى جميل تاشجي أوغلو فور تدهور حالتهما.
الجهود الطبية المستمرة لم تفلح في إنقاذهما نتيجة التسمم الحاد، لتعلن وفاتهما تباعاً.
صدمة الأطباء تضاعفت مع وصول الأم تشيديم بوجيك (38 عاماً) التي كانت تعاني حالة تدهور مشابهة، قبل أن تفارق الحياة في 14 نوفمبر داخل مستشفى تقسيم للتدريب والأبحاث.
وفاة الأب تغلق فصول القصة المؤلمة
الأب سيرفيت الذي كان آخر من ظل يصارع الموت داخل العناية المركزة، التحق بأسرته بعد صراع استمر أياماً.
وفاته أعادت فتح ملف الأزمة بقوة، بعدما بات واضحاً أن العائلة وقعت ضحية تسمم جماعي تتواصل التحقيقات بشأن مصدره.
ظهور حالات أخرى يثير مخاوف واسعة
صدمة الحادث لم تقتصر على العائلة الألمانية وحدها، إذ استقبل المستشفى نفسه سائحين آخرين من الفندق ذاته ظهرت عليهما أعراض مشابهة للتسمم.
كما جرى نقل شخص ثالث كان يرافق المصابين بعد انخفاض حاد في ضربات قلبه، ما عزز الشكوك حول وجود خلل كبير في سلامة الأغذية المقدمة داخل الفندق أو في محيطه.
إخلاء الفندق بالكامل وتحركات عاجلة من السلطات
إجراءات استثنائية اتخذتها السلطات التركية فور اتساع دائرة الاشتباه، حيث صدر قرار عاجل بإخلاء الفندق ونقل جميع النزلاء إلى منشآت أخرى أكثر أماناً.
الفندق أُغلق مؤقتاً بانتظار نتائج المختبر والتحقيقات، وسط تشديد كبير على عدم تعريض أي زائر لخطر محتمل.
اعتقالات واسعة تشمل صاحب الفندق وعدة بائعين
تحقيقات الشرطة التركية قادت إلى توقيف 11 مشتبهاً بهم، بينهم صاحب الفندق، وبائع بلح البحر المتجول، وبائع حلوى اللوكوم، وبائع الكوكوريتش، وصاحب مقهى، إضافة إلى خباز وشخصين لهما علاقة بشركة مكافحة الحشرات.
كما جرى اعتقال موظفين داخل الفندق صباح الثلاثاء في إطار توسيع دائرة الشبهات.
تحقيقات مستمرة تركز على سلامة الأغذية
مكتب جرائم القتل في الأمن العام يواصل استجواب ثمانية متهمين، مع التعمق في تحليل عينات الطعام والمشروبات داخل الفندق ومحيطه.
تركيز أمني واضح يظهر على ضمان عدم تكرار مثل هذه الكارثة، خصوصاً داخل المناطق السياحية التي تستقبل ملايين الزوار سنوياً.

