نقيب القرّاء: دولة التلاوة تعيد مجد المدرسة المصرية

في مشهد يعكس توقًا عامًا لعودة بريق التلاوة المصرية، التي طالما صنعت تاريخًا استثنائيًّا في وجدان المسلمين، أشاد الشيخ محمد حشاد، نقيب القرّاء في مصر، ببرنامج «دولة التلاوة» الذي أطلقته وزارة الأوقاف بالتعاون مع المتحدة للخدمات الإعلامية، واصفًا إياه بأنه خطوة مفصلية لإحياء مدرسة التلاوة الأصيلة التي عرفت بها مصر منذ بدايات القرن الماضي.

ويرى حشاد أن البرنامج يمثّل «نقلة نوعية» تستعيد بها مصر ريادتها في فنون التلاوة، بعد سنوات طويلة افتقد فيها الجمهور تلك الأصوات الذهبية التي شكّلت هوية المدرسة المصرية في الأداء القرآني.

وزارة الأوقاف… أفكار غير تقليدية لإحياء تراث التلاوة

أكد نقيب القرّاء في تصريحاته التلفزيونية أن وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري يتبنى رؤية جديدة وشاملة لإعادة الاعتبار لفن التلاوة، مشيرًا إلى أن هذه الرؤية ظهرت أولًا في مشروع إحياء الكتاتيب، الذي أعاد للأذهان أجواء الحلقات القرآنية التقليدية التي خرّجت كبار القرّاء.

ثم جاءت الخطوة الأكثر تأثيرًا، وهي إطلاق برنامج «دولة التلاوة»، الذي وصفه حشاد بأنه «ميلاد جديد لمدرسة التلاوة المصرية»، لما يحمله من طابع منهجي، وتعاون مؤسسي، وتحكيم علمي دقيق يوازن بين الأداء والالتزام بالضوابط الشرعية لفن التلاوة.

وتحدث الشيخ محمد حشاد عن مشاركته في لجان اختبارات البرنامج، كاشفًا عن اكتشاف أصوات شابة أثبتت قدرة عالية في التلاوة وحسن الأداء، مع امتلاكها لروح التجويد وقواعد النَّفَس القرآني الذي ميّز الأجيال الذهبية السابقة.

وأوضح أن اللجان فوجئت بمستوى المتقدمين، حيث ظهر العديد من القراء الشباب الذين يمتلكون أدوات قوية تؤهلهم لأن يكونوا امتدادًا طبيعيًا لجيل كبار القراء المصريين، مثل الشيخ الحصري والمنشاوي وعبدالباسط وشعيشع وغيرهم من رموز المدرسة الصوتية المصرية.

وأكد أن هذه المواهب قادرة، مع التدريب والتأهيل المستمر، على تصدر المشهد خلال السنوات القادمة وإعادة أمجاد القراءة المصرية في الداخل والخارج.

دعوة لاحتضان جميع المشاركين… رؤية نحو جيل متكامل من القرّاء

وشدد نقيب القرّاء على ضرورة عدم الاقتصار على دعم الفائزين في البرنامج فقط، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف عازمة على تقديم برامج تدريبية متكاملة لكل المتقدمين، تتضمن:

ورشًا متخصصة في أحكام التلاوة

تدريبات عملية على حسن الأداء والنَّفَس

لقاءات توجيهية تعزز الالتزام بمنهج المدرسة المصرية

خططًا لتأهيل الأصوات الشابة قبل انطلاقها إلى الجمهور

وأوضح أن هذا الدعم الشامل يضمن تكوين جيل متكامل من القرّاء، لا يعتمد على الموهبة فقط، بل يحمل رسالة علمية وصوتية راسخة تستعيد قوة مصر التاريخية في هذا الفن.